قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مساء أمس (الخميس) إن السلام بين إسرائيل والفلسطينيين يمكن أن يتحقق فقط عن طريق المفاوضات بين الجانبين لا من خلال إملاءات من الأمم المتحدة. وجاءت أقواله هذه في إثر لقائه بالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في باريس التي وصل إليها بعد زيارة قصيرة إلى العاصمة البريطانية لندن.
وأضاف رئيس الحكومة أن الرئيس الفرنسي يؤيد مطلبه الداعي إلى اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل دولة قومية للشعب اليهودي، مؤكداً أن ما سمعه من ساركوزي يشير إلى أنه سيتم إلزام الفلسطينيين بمثل هذا الاعتراف، وأنه سمع أيضاً كلاماً شبيهاً في لندن، مشدداً على أن المسؤولين في كل من فرنسا وبريطانيا يدركون أن الذي يرغب في السلام لا بُدّ من أن يلتزم بشروطه.
تجدر الإشارة إلى أن ساركوزي لمح في مقابلة أدلى بها إلى مجلة "الأكسبريس" الفرنسية ونُشرت أمس (الخميس) إلى أن فرنسا ستعترف بدولة فلسطينية. وقد صدرت تصريحات شبيهة في لندن ورد فيها أنه في حال عدم حدوث تقدّم في اتجاه السلطة الفلسطينية فإن بريطانيا ستدرس تأييد إعلان إقامة دولة فلسطينية عندما يبحث الموضوع في الأمم المتحدة في أيلول/ سبتمبر المقبل.
ونقلت صحيفة "معاريف" (6/5/2011) عن رئيس الحكومة قوله إن ساركوزي أوضح له أنه يتعيّن على حركة "حماس" أن تعترف بإسرائيل وأن تتخلى عن "الإرهاب"، وأن نتنياهو حرص في الوقت نفسه على التأكيد أنه لم يلمس أي تغيّر في مواقف هذه الحركة التي ما زالت متمسكة بفكرة القضاء على إسرائيل.
وذكرت الصحيفة أيضاً إن كلا من بريطانيا وفرنسا لم تغيّرا موقفهما السابق بشأن تأييد إعلان إقامة دولة فلسطينية من جانب واحد في الأمم المتحدة في حال تجنب نتنياهو تقديم مساهمة جوهرية من أجل استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. وأضافت أن المسؤولين في الدولتين لم يتبنوا موقف نتنياهو الداعي إلى رهن الاعتراف بحكومة وحدة فلسطينية بقبول حركة "حماس" شروط الرباعية الدولية، وهي الاعتراف بإسرائيل، والتخلي عن "الإرهاب"، والموافقة على الاتفاقات السابقة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، مكتفين بالقول إنهم يتوقعون من "حماس" أن تقبلها، لكنها لا تعتبر بمثابة شرط مسبق لتأييد اتفاق المصالحة وحكومة الوحدة الفلسطينية.
ونقلت "معاريف" عن مصادر سياسية رفيعة المستوى في القدس قولها إنه ما زالت هناك فجوات كبيرة بين موقف إسرائيل وموقف كل من لندن وباريس بشأن "حماس".
نتنياهو في باريس: لا سلام من دون مفاوضات
تاريخ المقال
المصدر