قوة ردع إسرائيل اهتزت مع الانسحاب من لبنان وتغير مزاج الشارع وتهديد نجاد النووي
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·      بالغ أولمرت أكثر من اللازم في الإعراب عن تطلعاته السلمية. ففي المؤتمر الذي عقد في البتراء في الأسبوع الماضي دعا أولمرت 22 زعيماً عربياً إلى بدء حوار مع إسرائيل "من دون شروط مسبقة". وأعلن رئيس الحكومة "أدعوهم إلى التحادث" و"إذا كانوا يرغبون في دعوتي فأنا على استعداد للذهاب إلى أي مكان". قبل أن يبدأ أولمرت بالتراكض بين كل عواصم الشرق الأوسط بحثاً عن السلام المأمول، لماذا لا يحدد لقاء مع بشار الأسد؟

·      حرب لبنان الثانية جسّدت الانعطافة السلبية في وضع إسرائيل الاستراتيجي الذي بدأ يتغير في السنوات الأخيرة. وإذا كانت إسرائيل اعتُبرت منذ حرب حزيران/ يونيو 1967 دولة تتمتع بقدرة على البقاء لا مجال للطعن فيها، فقد وُضعت في السنوات الخمس أو الست الفائتة علامة استفهام بشأن هذه المسألة المًسلَّم بها.

·      إن قوة الردع الإسرائيلية تعرضت للمساس، ربما بسبب طابع الانسحاب من لبنان في أيار/ مايو 2000، وربما بسبب التطورات في العالم العربي عامة والشعب الفلسطيني خاصة، وربما بسبب التطورات في العالم العربي عامة والشعب الفلسطيني خاص، وربما بسبب تغيير المزاج العام في الشارع الإسرائيلي، وبالتأكيد بسبب تسلم أحمدي نجاد الحكم في إيران وتهديده النووي. وقد عززت نتائج حرب لبنان من هذه الانعطافة.

·      الجولة المسلحة الحالية بين إسرائيل وحماس لها أسبابها المحلية، لكنها منبثقة أيضاً من الوضع العام الذي يتغلب فيه العداء لإسرائيل على الخوف من قوتها.

·      في هذه الظروف تتكرر ردة الفعل الإسرائيلية بأنماطها المعهودة. الشعور العام الآن أيضاً هو أنه ما من طريق أخرى باستثناء القوة العسكرية من أجل وضع حد لعدوانية العدو. بينما ينبغي أن نجرب طريقاً أخرى أيضاً، وهي الطريق التي أشار إليها أولمرت في خطابه في الأردن في الأسبوع الماضي.

·      لعل مفتاح تخليص إسرائيل من محنتها موجود في دمشق. وحاكم سورية يلمّح إلى رغبته في بدء حوار مع إسرائيل. لكن أولمرت ما زال يدير ظهره لنداءات السلام الآتية من سورية. فهو غير مستعد للتنازل عن الجولان وهو قلق إزاء معركة بقاء سياسية سيسوء وضعه فيها إذا ما أبدى استعداداً للمساومة على الجولان، كما أنه متأثر بموقف البيت الأبيض الرافع إلى الآن أية مفاوضات مع الأسد.

توجد لاتفاق سلام مع سورية مزايا نقطة أرخميدس، فمن شأنه أن يغير وضع إسرائيل نحو الأفضل بصورة دراماتيكية في مقابل حزب الله وحماس ولبنان، وربما في مقابل إيران.