"المملكة الهاشمية- الفلسطينية الكبرى". هكذا يصف مبعوثو العاهل الأردني الملك عبد الله المبادرة الأردنية الجديدة القائمة على إحياء فكرة الكونفدرالية التاريخية، وفي إطارها سيترأس الملك مملكة كبرى تتضمن دولتين: الأردن وفلسطين.
وستتمتع كل واحدة منهما بسيادة مستقلة محدودة، على غرار الحكم الفدرالي في الولايات المتحدة. وبعد الملك سيكون هناك رئيسا حكومتين: رئيس حكومة الأردن ورئيس حكومة فلسطين. هذه الفكرة يرددها على مسامع صانعي القرار وشخصيات سياسية إسرائيلية، منذ الأسابيع الأخيرة، مبعوثون مختلفون يرسلهم الملك عبد الله إلى إسرائيل.
ويحاذر الملك أن يكون اسمه مرتبطاً رسمياً بالمبادرة. لكن المبعوثين، الذين يحتل رئيس الحكومة الأسبق عبد السلام المجالي المكانة المركزية بينهم، يُرسلهم الملك إلى هنا ويتحدثون باسمه. ويقول الإسرائيليون الذين التقوا هؤلاء المبعوثين: "صحيح أن الفكرة لا تحمل التوقيع الشخصي للملك، لكن من الواضح أن هؤلاء الأشخاص يتحدثون باسمه، وهم لا يخفون ذلك".
ويبدو أن الأمر عبارة عن بالون اختبار أردني بعد الجمود واليأس اللذين يسيطران على العملية السياسية في الفترة الأخيرة، وجراء الذعر المتنامي في عمان من الانسحاب الأميركي الوشيك من العراق. ويخشى الملك الأردني أن يصبح، خلال وقت قريب، حبيساً بين الفوضى الإسلامية في العراق، والجماهير الغفيرة من الفلسطينيين الذين تفيض بهم مملكته، والفوضى الفلسطينية الناشئة في المناطق (المحتلة).
وكانت فكرة الكونفدرالية طرحت في الماضي البعيد، وبشكل خاص في مباحثات أجراها شمعون بيرس في حينه مع الأردنيين، لكن الأردنيين أعلنوا في مرحلة معينة أنهم غير معنيين بها. والآن تعود الفكرة مجدداً. ويقول مبعوثو الملك في المحادثات مع نظرائهم الإسرائيليين: "هل تقولون إنه لا يوجد ما نتحدث عنه أو من نتحدث معه بين الفلسطينيين؟ حسناً، تحدثوا معنا. المفاوضات ستُجرى مع المملكة الهاشمية، بمشاركة ممثلين عن رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية أبو مازن. والإطار الذي سينشأ سيكون كونفدرالية أردنية- فلسطينية تحت (سلطة) الملك".