· لا بد من القول إن الطريق إلى المصالحة الحقيقية بين حركتي "فتح" و"حماس" لا تزال طويلة، علماً بأن كل المحاولات التي بُذلت خلال الأعوام القليلة الفائتة لتحقيق المصالحة بين الجانبين مُنيت بالفشل. لكن في حال نجاح هذه المصالحة فإن على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن يدرس خطواته جيداً، وألاّ يكتفي بإطلاق الشعارات على غرار ما فعل أمس (الأربعاء) حين خيّر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بين السلام مع إسرائيل أو السلام مع "حماس".
· ومن المعروف أن أصواتاً كثيرة - منها الرئيس الأسبق لجهاز الموساد إفرايم هليفي - تتعالى في الآونة الأخيرة في إسرائيل مطالبةً بإجراء محادثات مع حركة "حماس"، ويدعي أصحابها أن إسرائيل لا يمكنها أن تتغاضى عما يحدث في قطاع غزة الذي يعيش فيه أكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني. ولا شك في أن أول اختبار يجب أن تضع إسرائيل عباس أمامه هو مطالبة "حماس" بأن تتخلى عن مبدأ تحرير كامل فلسطين، وأن توقف عمليات التعرض للمدنيين الإسرائيليين.
· من ناحية أخرى فإنه في حال نجاح المصالحة الفلسطينية ستكون الدول الأوروبية ناضجة أكثر لإجراء محادثات مع "حماس". وما حال دون إجراء محادثات كهذه حتى الآن هو خشية هذه الدول من ردة فعل الإدارة الأميركية. وقد شهدنا في الآونة الأخيرة أن انعدام الثقة بين الرئيس الأميركي باراك أوباما وبين رئيس الحكومة الإسرائيلية شجع الأوروبيين على تأييد خطوة إقامة دولة فلسطينية من جانب واحد. بناء على ذلك، على نتنياهو، كي يستعيد ثقة الإدارة الأميركية وتأييدها، أن يطرح في الخطاب المقرّر أن يلقيه في الكونغرس الأميركي خطة عملية للتسوية مع الفلسطينيين تكون مستندة إلى انسحاب شبه كامل من المناطق [المحتلة].