حالوتس طلب قبل استقالته التدرب عليها لكن الحسم الكلاسيكي في حرب ضد سوريا غير مضمون
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      بدأ يتردد الكلام على حرب كبرى ستقع في الصيف منذ الحرب الأخيرة على لبنان. ومصطلح "الحرب الكبرى" هو الاسم الرمزي لحرب تشمل سورية أيضاً. في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي قدّر الرئيس المستقيل لهيئة الأركان العامة، دان حالوتس، أن حرباً مع سورية ستندلع في الصيف المقبل. وفي سلسلة مداولات جرت في هيئة الأركان العامة بقيادته دار الحديث عن أن الجيش يفترض في خطة عمله أن حرباً ستقع، وأن ذلك يحتم إجراء تدريبات استعداداً لها.

·      الآن جاء الصيف. فهل كان ذلك مجرد تقدير أم نبوءة يمكن أن تتحقق؟ في وضع قابل للاشتعال، كالوضع السائد في الشرق الأوسط، يمكن أن تندلع النار حتى لو لم يكن أي طرف راغباً في ذلك. هناك غرف كثيرة يجلس فيها أشخاص كثر وأمامهم خرائط الحرب بدلاً من خرائط التسويات السلمية. وهناك خطط جديدة تحمل أسماء رمزية جديدة. وبدلاً من رئيس هيئة أركان يعتمد سلاح الجو فحسب، هناك رئيس هيئة أركان من لواء "غولاني". ويمكن الافتراض أنه يدرب الجيش النظامي وتشكيلات الاحتياط كأنه يستعد للحرب المقبلة، بعد أن قرأ جميع التحقيقات واستخلص الدروس.

·      حتى الآن لم يتم استخلاص الدرس الرئيسي. ما زال أصحاب القرار يعتقدون أن الحرب كانت حتمية، وأنها لم تتم إدارتها بكفاءة. ولذا فإن هناك حاجة إلى بضعة تعديلات بسيطة، ويمكن الانطلاق مجدداً. وعندما سيوجه رئيس الحكومة إلى رئيس هيئة الأركان العامة سؤالاً فحواه هل في إمكان الجيش الإسرائيلي أن ينتصر على سورية، فسيجيبه هذا الأخير، على ما يبدو، بالإيجاب. لكن في مؤتمر خريجي الكليات العسكرية، الذي عقد في الأسبوع الماضي، قال اللواء احتياط أوري ساغي إن هذه النتيجة مشكوك فيها. الحسم الكلاسيكي لن يتم. ومفهوم الأمن الإسرائيلي الذي يعتمد الردع والإنذار والحسم ما عاد صالحاً. وبعد حرب مع سورية، في هذا الصيف أو في صيف آخر، لن يتغير الواقع الاستراتيجي، ولذا يمكن أن نوفر على أنفسنا عناء الحرب، وأن ننتقل مباشرة إلى الاتفاقات.