حسن تعامل أولمرت مع وفد الجامعة العربية في إسرائيل حصانة ضد المطالبة باستقالته
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      يبدو أن عملية السلام الإسرائيلية - الفلسطينية بدأت في الأسابيع الفائتة تخرج بالتدريج من الجمود الذي استمر ستة أعوام. فبتشجيع من الولايات المتحدة والسعودية بدأت محادثات متتابعة بين رئيس الحكومة، إيهود أولمرت، ورئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس. وسترسل جامعة الدول العربية لأول مرة وفداً إلى إسرائيل للتباحث في شأن مبادرة السلام العربية التي أقرتها قمة الرياض. ويلاحَظ أيضاً التحرك الإيجابي على صعيد توسيع عمل معابر الحدود في قطاع غزة.

·      لـمّح أولمرت أمس إلى رغبته في المشاركة في مؤتمر إقليمي، بحضور السعودية وأعضاء "الرباعية" الدولية. وهو يأمل بأن يعطي مؤتمر كهذا دعماً وغطاءً لمباحثاته مع عباس ويضع إسرائيل في جبهة مشتركة مع الدول العربية المعتدلة في مقابل التهديد الإيراني. وفي المحادثة التي أجراها مع الكاتب عاموس عوز وأشخاص آخرين من اليسار، والتي نشرت "هآرتس" خبراً عنها أمس، قال أولمرت إنه ينوي جدياً التقدم نحو الحل الدائم.

·      توجد لدى أولمرت مصلحة سياسية واضحة في طرح جدول أعمال سياسي يضعف الدعوات التي من المتوقع أن تنادي باستقالته بعد نشر تقرير لجنة فينوغراد عن حرب لبنان الثانية. ومن شأن صورة مشتركة مع مندوب رفيع المستوى من السعودية أن ترمز إلى الزخم المتجدد لعملية السلام وأن تزيد في شعبيته. غير أن رغبته في البقاء في السلطة يجب ألا تلغي مبادرته السياسية. ومن أجل ذلك عليه أن يقود العملية، لا أن يبدو كمن ينجر وراء مبادرات من الخارج.

التهديدات الحربية الصادرة عن الرئيس السوري، بشار الأسد، هي تذكير بالأخطار المتربصة بإسرائيل إذا ما استمر الجمود السياسي. وقد أطلق أولمرت رسائل مطمئنة بأن إسرائيل لا تنوي مهاجمة سورية. لكن ذلك لا يكفي، إذ إنه يتعين عليه أن يوضّح لمندوبي جامعة الدول العربية في مباحثاته المرتقبة معهم أن إسرائيل لا تنوي البقاء إلى الأبد في هضبة الجولان