تعيين بيرتس وزيراً للدفاع وعدم تهييء الجمهور ولا الأسرة الدولية للحرب خطأ مزدوج لأولمرت
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      ثمة شيء ما مثير للقلق في رواية رئيس الحكومة، إيهود أولمرت، بشأن ظروف اندلاع حرب لبنان الثانية. فقد روى أولمرت، في شهادته أمام لجنة فينوغراد وفي المقابلات التي أجريت معه منذ ذلك الوقت، أنه استعد منذ أن تسلم مهمات منصبه في كانون الثاني/ يناير 2006، لإمكان اختطاف جنود إسرائيليين في لبنان. وقرر في سياق ذلك تغيير سياسة ضبط النفس التي انتهجها سلفه والرد بحزم على أي استفزاز من حزب الله. وتبعاً لذلك أقر الأهداف التي حددها الجيش الإسرائيلي للرد على ذلك الاستفزاز في حال وقوعه.

·      تمحور النقد الذي تم توجيهه لرواية أولمرت هذه حول مسؤوليته عن جهوزية الجيش. وقد ادعى المنتقدون أنه إذا كان أولمرت توقع اندلاع قتال في الشمال فلماذا عيّن عمير بيرتس، المفتقر إلى التجربة، وزيراً للدفاع، ولماذا لم يتأكد من أن الجيش الإسرائيلي كان يستعد ويتدرب على قتال حزب الله؟

·      هذه الانتقادات مهمة، غير أنها تغفل عن الأمر الأساسي. إن عملية الرد التي أقرها أولمرت كانت جوية لا برية، وسلاح الجو كان مستعداً لها ونفذها بنجاح. أما تعيين بيرتس فقد كان خطأً، لكنه لم يؤثر في الخطط العملانية التي أقرت سابقاً. المشكلة الرئيسية تكمن في أن أولمرت لم يفعل ما كان ينبغي له فعله. فبعد أن أقر وضع حد لسياسة ضبط النفس في الشمال لم يهيىء الجمهور لإمكان اندلاع حرب، ولم يجند الأسرة الدولية لمنعها. وهذا هو تقصيره المزدوج.

·      يمكن أن نستشف من تصريحات أولمرت في إبان الحرب وبعدها أنه رأى في اختطاف الجنديين وفي الرد الإسرائيلي الحاد على ذلك فرصة لتغيير قواعد اللعبة في لبنان وتعزيز الدعم الشعبي لخطة التجميع في الضفة الغربية.

·      في غياب تفاهم مسبق (مع الإدارة الأميركية) جاء طلب الولايات المتحدة بعدم التعرض لحكومة السنيورة والبنى التحتية في لبنان يوم اندلاع الحرب بالذات، وبعد أن تعهد أولمرت علانية برد "مؤلم جداً". وكانت النتيجة أن الجيش الإسرائيلي، الذي استعد لتدمير محطات الطاقة والجسور في لبنان، بقي من دون أهداف وانجرّ إلى حرب برية في ساحة مريحة للعدو.

·      منذ انتهاء الحرب بدأ أولمرت يهيىء الرأي العام المحلي والأسرة الدولية بالتدريج لعملية عسكرية كبيرة في غزة ويحذر سورية من "سوء تقدير" يؤدي إلى حرب. وما يمكن استشفافه من ذلك أن أولمرت فهم أنه أخطأ في الصيف الماضي.