اتهام مصر إسرائيل بالتجسس يثير سؤالاً عن تحذيرات في الصحافة من تطوير مصر قدرة نووية
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

·      سجلت أمس عمليتا إحباط استخباريتان في الشرق الأوسط. الأولى ـ نجاح جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) في إفشال محاولة جهاز الاستخبارات الإيرانية (فيفاك)، بواسطة اثنين من وكلائه يحملان الاسمين الحركيين "زين علي"  و"تقوي"، لتجنيد مواطنين إسرائيليين يهود من أصل فارسي. ويهدف الشاباك من وراء النشر إلى خلق ردع ووعي حيال محاولات تجنيد كهذه في صفوف الذين يسافرون لزيارة عائلاتهم في إيران.

·      يجب عدم المبالغة في خطورة الضرر الناجم عن هذه القضية. مع ذلك فإنها تؤكد مجدداً الجهود الهائلة التي تبذلها إيران من أجل التجسس على إسرائيل، وذلك لا عبر حزب الله ولا لأهداف إرهابية فحسب، بل أيضاً من خلال التجسس الكلاسيكي بين دولتين عدوتين.

·      محاولة الإحباط الثانية، إذا كنا نصدق وسائل الإعلام في القاهرة، هي القبض على عميل إسرائيلي للموساد في الهيئة المصرية للطاقة النووية. ينبغي الانتباه هنا إلى أن تفصيلات القضية بحسب ما نشرت لا تعيد إلى الأذهان قصص عمليات التجسس التي تقوم بها إسرائيل والتي تظهر مراراً وتكراراً في الصحف المصرية. وتجدر الإشارة إلى أن الاستخبارات الإسرائيلية حذرت عدة مرات في السنتين الأخيرتين من أن مصر بدأت محاولات لتطوير قدرة نووية. والسؤال المثير هو: من أين وصلت هذه المعلومات؟

·      خلافاً لما نشر في إسرائيل بشأن إيران، والذي لن يضر بطبيعة الحال علاقات طهران مع إسرائيل، فإن في وسع العناصر المتحمسة للإساءة إلى سمعة إسرائيل في الاستخبارات المصرية أن تلحق المزيد من الضرر بالعلاقات بين القاهرة وإسرائيل، والتي سبق أن تعرضت لهزة في أعقاب قضية وحدة شاكيد (المقصود العاصفة التي ثارت في مصر مؤخراً ضد وزير البنى التحتية الإسرائيلي، بنيامين بن إليعيزر، بعدما بثت القناة الأولى في إسرائيل برنامجاً وثائقياً، تم خلاله الكشف عن شهادات أدلى بها جنود إسرائيليون من وحدة شاكيد، التي قادها بن إليعيزر، وجاء فيها أنه في نهاية حرب 1967 قتل أفراد الوحدة 250 جندياً مصرياً وفدائياً فلسطينياً في سيناء على الرغم من أنهم لم يكونوا مسلحين. وأكد الشهود أن هذه الحملة قادها قائد الوحدة بن إليعيزر).

·      تثبت هاتان القضيتان، مثلهما مثل قضايا دراماتيكية أخرى حدثت مؤخراً (اختفاء الجنرال الإيراني علي رضا أصغري، وموت علماء ذرة إيرانيين، واختفاء آخرين، وتحطم طائرة الحرس الثوري الإيراني)، كم أن الشرق الأوسط هو خلية نابضة بالجواسيس الذين يعملون بعضهم ضد بعض في حرب سرية يظهر طرف صغير منها فقط على السطح.