البناء اليهودي في القدس هو الذي سيمنع تقسيمها من جديد
تاريخ المقال
المصدر
- يثير قرار رئيس الحكومة الموافقة على البناء الفوري لـ1500 وحدة سكنية الانتقادات أوساط اليسار والإدارة الأميركية التي تمارس ضغطاً على إسرائيل للتراجع عن قرارها. وهذا الأمر يعكس مدى انقطاع هذه الأوساط عن واقع المدينة الموحدة منذ أكثر من 45 عاماً.
- بالنسبة إلى الإسرائيليين، البناء في جميع أنحاء عاصمتهم هو حقهم الطبيعي وهو واقع أوجدناه بعد عمل كثير. هناك أكثر من ربع مليون يهودي يسكنون في المناطق التي جرى تحريرها في حرب الأيام الستة [سنة 1967]، لأن هذا ما أرادته جميع الحكومات الإسرائيلية على الرغم من الصعوبات التي وضعها المنتقدون.
- علينا ألا ننسى أن الواقع السياسي القائم اليوم يختلف اختلافاً كلياً عن الواقع السياسي الذي كان قائماً في الماضي، وهذا تحد يجب علينا مواجهته. لقد بدأت إسرائيل فور انتهاء الحرب [حرب حزيران/يونيو 1967]، ببناء أحياء في مناطق القدس الكبرى وكرّست وقائع على الأرض. واليوم على الرغم من رغبة الفلسطينيين والأميركيين في تغيير الوقائع والعودة إلى الوراء، فإن هذا الأمر غير ممكن تقريباً. ويتعين علينا الحؤول دون حدوثه، ويمكن القول إن ما سيمنع ذلك هو الوقائع على الأرض من نوع قرار رئيس الحكومة.
- يشبه قرار رئيس الحكومة والضغط الأميركي ما حدث في مؤتمر كامب ديفيد [سنة 1978]، عندما ضغط الرئيس الأميركي جيمي كارتر أثناء المفاوضات على اتفاق سلام مع مصر، على رئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك مناحيم بيغن، لإبداء استعداد لتقديم تنازلات في القدس.
- لكن مع مرور السنين، قبل الأميركيون بالبناء الإسرائيلي في جميع أنحاء المدينة. وهذا ما حدث خلال المفاوضات مع الفلسطينيين خلال فترة بيل كلينتون. وقد اتخذ قرار بناء حي هارحوما خلال فترة حكومة رابين الذي أعلن من جميع المنابر أن القدس ستبقى موحدة. من هنا لم يكن من المستغرب أن يقدم دعمه الكامل خلال تلك الأعوام لبناء الأحياء اليهودية خارج الخط الأخضر، ومن بينها بسغوت زئيف وراموت وجيلو.
- لقد شدد رئيس أول حكومة إسرائيلية ديفيد بن - غوريون قبل وقت قصير من وفاته على "عدم التنازل عن القدس و(الجولان)". وما يمكن قوله اليوم إن البناء في جميع أنحاء المدينة يمنع تقسيمها، ولا عودة إلى الماضي الذي كانت فيه المدينة مقسمة إلى كيانين، وكانت مدينة مهجورة غادرها العديد من سكانها اليهود.
- كما علينا ألا ننسى الأضرار والدمار اللذين حدثا بسبب خطة الانفصال عن غزة [سنة 2005]، ويجب عدم تكرار أخطاء الماضي، والبناء هو ما يمنع ذلك.