إطلاق الأسرى ليس "بادرة" حسن نية سياسية تساعد إسرائيل
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

 

  • في سياق الثرثرات التي لا تنتهي بشأن إطلاق سراح القتلة الفلسطينيين، ينصحنا الذين يدعمون تحرير الأسرى بأن "علينا أن ننظر إلى الصورة الكبيرة". وبلهجة الشخص الناضج المسؤول الذي يتكلم مع طفل متخلف، يتحدث الناطقون باسم نتنياهو والمؤيدون لهم من اليسار عن مدى تعاطفهم مع ألم العائلات الثكلى وإلى أي حد إطلاق الأسرى يؤلمهم أيضاً، لكنهم يضيفون أن مصالح دولة إسرائيل أكبر من ذلك بكثير وهي تفرض تأييد فتح أبواب السجون لخروج القتلى.
  • دعونا ننظر إلى "الصورة الكبيرة" كما بدت طوال الأعوام الماضية، ولنأخذ مثلاً إطلاق 1150 مخرباً في صفقة جبريل سنة 1985. تشير الصورة إلى أن تحرير هذا العدد الكبير من القتلة كان يجب ألا يحدث، لأن هؤلاء ساهموا في إقامة بنية تحتية جديدة للإرهاب بعد حصولهم على إعداد رفيع المستوى على القتل في السجن. كما عاد العديد من هؤلاء مجدداً إلى القتل أو تسببوا بمقتل إسرائيليين جدد. إن "الصورة الكبيرة" لإطلاق هؤلاء الأسرى هي صورة كارثة استراتيجية لأن إطلاقهم ساهم مساهمة كبيرة في نشوب الانتفاضة الأولى سنة 1987. وطبعت هذه الميزات جميع عمليات إطلاق الأسرى على مدى سنوات.
  • من المهم أن نتأمل في أسلوب إطلاق سراح القتلة كأداة سياسية تدخل في إطار ما يسمى "مبادرات حسن نية". منذ قيام شبكة الإرهاب التابعة لعرفات، لم نتوقف عن القيام بـ"مبادرات حسن نية" وفي المقابل كنا نحصل على الإرهاب والتحريض. وقد زادت كل عملية إطلاق للأسرى من التحريض على الأرض ضدنا، ورفعت من سقف المطالب المطلوبة منا.
  • خلال الجولة الحالية، قالوا لنا إنه ينبغي إطلاق سراح القتلة كي يوقف الفلسطينيون محاولاتهم الحصول على اعتراف من الأمم المتحدة، ويشاركوا في المفاوضات. وما الذي حصلنا عليه من هذا كله؟ فهل عناقهم مع ليفني ومولخو جعلهم يوقفون محاولاتهم تحويلنا إلى منبوذين في الأوساط الدولية؟ وهل تنازل الفلسطينيون عن مطالبتهم بحق العودة؟ وهل توقفوا عن رفضهم لحق دولة إسرائيل في الوجود؟
  • وماذا عن "الصورة الكبيرة" فيما يتصل بأميركا وأوروبا؟ في الفترة الأخيرة تحديداً، أعلن الأوروبيون مقاطعتهم للجامعة العبرية في القدس. أما في ما يتعلق بإدارة أوباما، فمن الصعب أن تجد في العالم من لا يزال يثق بواشنطن أو يعتمد عليها. ولا تملك إدارة أوباما الآن أي رافعة حقيقية للضغط علينا، ولا سيما أنها تتخوف من هجوم إسرائيلي على إيران.