نتائج حرب لبنان وزيادة سورية تسلحها المتطور أفقدتا إسرائيل سطوة الردع
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

 

·      في الصيف الماضي فقدت إسرائيل سطوة الردع إزاء سورية. ففي الحرب الأخيرة على لبنان لم تتكبد إسرائيل ثمناً باهظاً بشرياً ومعنوياً فحسب، بل أيضاً مسّت الحرب بمكانة أحد أهم أرصدتها، وهو عنصر الردع. وأكثر من ذلك فإن القيادة العسكرية السورية تؤمن حالياً بأن في قدرتها كبح عملية جوية وبرية إسرائيلية.

·      يمتحن السوريون إسرائيل يومياً في الحدود الشمالية. فهم يخرقون قرار مجلس الأمن ويهربون أسلحة إلى حزب الله مع معرفتهم التامة بأن ليس في وسع إسرائيل أن تمارس عليهم أي ضغط. ومؤخراً بعثوا برسالة تهديد فحواها أنه إذا واصلت إسرائيل التحليق فوق قصر الرئاسة السوري فلن يلتزموا ضبط النفس. وقبل سنة لم يكونوا يتجرأون على إرسال مثل هذا التهديد.

·      منذ الحرب الأخيرة على لبنان والجيش السوري والمؤسسة الأمنية السورية يتصرفان على نحو غريب، مثير للقلق. ويبرز في الجانب السوري جهد لبناء القوة يختلف تماماً عما رأيناه في الأعوام الإثني عشر الأخيرة. وقد زاد نطاق إنتاج الصواريخ من طراز سكود وسائر الصواريخ الطويلة المدى. وازداد تسليح القوات البرية السورية وخصوصاً بالصواريخ المضادة للدبابات، كما تغيرت تقنيات وتكتيكات القتال لدى هذه القوات، وتم تعزيز النظم المضادة للطائرات، فضلاً عن تعزيز نظم القتال الإلكترونية، المعدة للتشويش على قدرات الجيش الحديث، بمساعدة روسيا وإيران. وقد نقل مراقبون غربيون في دمشق تقارير تتحدث عن استعدادات خاصة لدى قيادة الجيش السوري وعن عقد مؤتمرات على نطاق غير اعتيادي.

·      وقّع رئيس هيئة الأركان العامة الإيراني قبل شهر تقريباً تحالفاً عسكرياً مع سورية. وروسيا البوتينية عادت هذا العام إلى دورها التقليدي في الشرق الأوسط، الهادف إلى تحييد النفوذ الأميركي. ويقول الروس للسوريين إن الولايات المتحدة ستهاجم إيران في الصيف، وهناك احتمال كبير أن تساهم إسرائيل في هذا الهجوم لا ضد إيران فقط، بل أيضاً ضد سورية. وهذا هو السيناريو المتوقع لانفجار قريب في الشرق الأوسط.

·      جميع سيناريوهات الحرب المتداولة في الولايات المتحدة وأوروبا يذكر أيضاً أن الرد الإيراني على هجوم أميركي سيشمل، ضمن أمور أخرى، تفعيل منظمة حزب الله ضد إسرائيل. وفي كل الأحوال ستتهم طهران إسرائيل بالمساهمة في هجوم عليها.

·      لا توجد خلافات بين الجيش الإسرائيلي وجهاز الموساد بشأن الحقائق أو العمليات التي تجري داخل سورية. الخلاف الوحيد بين الجهتين هو بشأن ما الذي ترغب فيه سورية؟ الجيش الإسرائيلي يعتقد أن السوريين يمكن أن ينجروا إلى حرب فقط نتيجة خطأ في قراءة الواقع أو بسبب سوء فهم معين. في مقابل ذلك يدعي الموساد أن السوريين غير مهتمين في المرحلة الحالية بأية تسوية سياسية، وهم يستعدون للحرب، ولذا فإن احتمال ترجمة التهديد السوري غير مرتبط  البتة بخطأ أو بسوء فهم.

 

المزيد ضمن العدد 184