من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· في الربع الأول من سنة 2013 بدئ ببناء 865 وحدة سكنية جديدة في المستوطنات، وارتفع عدد أعمال البناء في المناطق [المحتلة] بنسبة176 %، مقارنة بالفترة عينها من السنة الماضية، وبنسبة 355% مقارنة بالربع الأخير من سنة 2012. وتجدر الإشارة إلى أن بين كل 100 إسرائيلي هناك أربعة مستوطنين، ومن أصل مائة وحدة سكنية بدئ ببنائها هذه السنة هناك نحو ثمانية ونصف منها تبنى في المستوطنات. وبينما يتراجع حجم البناء الجديد داخل إسرائيل، فإن حجم البناء الجديد في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] يصل في هذه الأيام إلى أعلى نسبة وصل إليها خلال الأعوام السبعة الأخيرة. وكل ذلك يشير إلى توجه واضح هو أنه خلال وقت قصير سيرتفع عدد المستوطنين ارتفاعاً كبيراً بحيث يصبح في مقدورهم كبح محاولة تقسيم أرض إسرائيل. وفي حال واصلت حكومة نتنياهو - بينت - لبيد هذا التوجه، فإنها ستضع حداً لحل الدولتين وستقضي على الكيان اليهودي الديمقراطي وعلى الحلم الصهيوني.
· إن القضية ليست قضية السلام، فخلال الأعوام القليلة المقبلة لن يتم التوصل إلى السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. كما أن القضية ليست قضية انسحاب فوري وكامل، فخلال الأعوام المقبلة لن تستطيع إسرائيل تسليم الضفة الغربية للفلسطينيين بالطريقة السريعة عينها التي سلمتهم فيها قطاع غزة. لكن القضية هنا هي قضية وجود. فهل ستوقف إسرائيل في اللحظة الأخيرة عن إغراق المناطق المحتلة بالمستوطنين؟ وهل سيكون في استطاعة المشروع الصهيوني أن يعود مشروعاً أخلاقياً من جديد؟ وهل ستختار دولة اليهود الحياة، أم أنها ستختار من دون أن تعي الذوبان في الاحتلال الذي سيتحول إلى احتلال أبدي؟
· إن الجواب على ذلك هو كلا ثم كلا وكلا. والراهن اليوم أن حزب الليكود بالاستناد إلى رؤية عضو الكنيست داني دانون يفضل أرض إسرائيل على دولة إسرائيل. أما حزب البيت اليهودي بزعامة نفتالي بينت فهو مصر على إغراق الوطن القومي اليهودي في مزبلة عفن استعماري. أما حزب "يوجد مستقبل" فيبدو حزباً غامضاً وانتهازياً يدير ظهره للحلم الصهيوني. ومثلما قالت شيلي يحيموفيتش [زعيمة حزب العمل] الأسبوع الماضي في الكنيست، فإن المعسكر القومي المؤلف من أحزاب العمل – ميرتس- كاديما هو في المعارضة اليوم، أما حكومة اليمين – اليمين - اليمين، فهي حكومة تعمل على فرض واقع ثنائي القومية لا مجال لإصلاحه.
· بالنسبة للمستوطنين فإن الوضع ممتاز إذ لم يسبق أن كان وضعهم مريحاً إلى هذا الحد، فقد بدأ المجتمع الدولي يستوعب رويداً رويداً حقيقة أن المشكلة الأساسية في الشرق الأوسط ليست النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، بل الثقافة السياسية المرضية في العالم العربي. وقد تعبت الولايات المتحدة وأوروبا من مواجهة تصميم غوش إيمونيم [حركة استيطانية تابعة لمعسكر الأحزاب الدينية القومية]. ومن الواضح اليوم أنه لا توجد قوة داخل إسرائيل أو خارجها قادرة على دفعها إلى إنقاذ نفسها من المستوطنين. في هذه الأثناء يستطيع أهم وزير في الحكومة - أوري أريئيل - الاستمرار في حركة البناء التي بدأت في الربع الأول من هذه السنة، لأن الحكومة الحالية تسمح له بمواصلة تحطيم الأرقام القياسية في مستوطنات يهودا والسامرة [الضفة الغربية].
· بالنسبة للإسرائيليين الوضع ليس جيداً أبداً، فهم لم يجدوا في سنة 2013 حزبلً عقلانياً يستطيع الدفاع عنهم بصورة منطقية في مواجهة المستوطنات. لقد شهد هذا البلد في الماضي عدداً من انتحارات جماعية، لكن لم يسبق له أن شهد مثل هذا الانتحار المذهل والهادئ وغير المجدي كالذي نقوم به نحن اليوم.