تلاشي "وهم" الأحزمة بلا سلاح حولنا ولن توجه أي حكومة الضربة الأولى اليوم إلا بتهديد وجودي
المصدر
المؤلف

·      بعد أسبوعين، في يوم الاستقلال، تنتهي السنة الـ 59 لقيام دولة إسرائيل. إنها سنة الصاروخ والعبوة المضادة للدبابات، اللذين افتتحا المعركة في لبنان في الكمين الذي نصبه حزب الله لدورية من جيش الاحتياط في مستوطنة زرعيت، واللذين أمليا إحجام قيادة المنطقة الشمالية عن القيام بعمليات برية وينتظران الجيش الإسرائيلي في غزة.

·      هذه السنة تلاشى الوهم بأن تقوم حول إسرائيل أحزمة منزوعة السلاح فقط. إن جارة واحدة فقط، هي الأردن في ظل النظام الهاشمي، هي شريكة أمنية ذات صدقية. أما مصر، رائدة التسليم العربي بإسرائيل، فإنها لا تقدّم المساعدة لأنها تقع على الحدود مع غزة. وهذا التماس فضلاً عن تعاظم قوة حماس يمكن وقفهما فقط بالسيطرة لأشهر طويلة على مدينة رفح الفلسطينية.

·      منذ حرب الاستنزاف فصاعداً، أي منذ ثلاثة عقود ونصف عقد، لم يحرز الجيش الإسرائيلي نصراً واضحاً، سواء بمقاييس الإنجاز أو الثمن. والحرب الأخيرة التي انتهت بهزيمة عربية ساحقة على أيدي الجيش الإسرائيلي هي حرب الأيام الستة (حزيران/ يونيو 1967). وفي حينه كان رئيس هيئة الأركان العامة الحالي، غابي أشكنازي، طالباً في الصف السابع. وهكذا لم ينتمِ أشكنازي، منذ أن كان جندياً وحتى بلغ رتبة لواء، إلى جيش منتصر حقاً.

·      الانتصاران العسكريان الواضحان في سنة 1956 وسنة 1967 حدثا عندما فاجأت إسرائيل مصر وبدأت بشن الحرب. وباستثناء عملية عسكرية أحادية محتملة ضد خطر يهدد الوجود، مثل إيران النووية، من الصعب أن نصدّق اليوم أن الحكومة ستقرر أن تكون البادئة بالحرب وتوجه الضربة الأولى.

نوعية الجيش الإسرائيلي تواجه في الآونة الأخيرة خطر التراجع بصورة ملموسة. وبحسب دراسات قسم العلوم السلوكية في هيئة الأركان العامة، خلال الثمانينيات والتسعينيات، فإن أفضل الضباط المترددين بين اختيار مواصلة الخدمة العسكرية وبين تركها يميلون إلى الخيار الثاني.

 

المزيد ضمن العدد 184