· في إطار تورط حزب الله فيما يحدث في سورية، يقوم الحزب بتجنيد مزيد من أنصاره وسط الحلقة الثانية من مؤيديه من أجل إرسالهم إلى ساحة القتال. وفي الواقع لم يسبق أن شارك هؤلاء المقاتلون الذين هم من طلاب الجامعات اللبنانية في المعارك، ولاحتى ضد دولة إسرائيل. وقد بات مطلوباً اليوم إعداد هؤلاء الطلاب عسكرياً في معسكرات تدريب بقيادة الحرس الثوري في لبنان، وبعد الانتهاء من هذه التدريبات يتم إرسالهم لمساعدة نظام الأسد ضد الثوار.
· إن وقوف حزب الله إلى جانب النظام السوري، ومشاركة مقاتليه (وهم مواطنون لبنانيون) في المعركة، يجران لبنان كله إلى دوامة الحرب الأهلية في سورية، ويشجعان على الانقسام المذهبي بين السنّة والشيعة، الأمر الذي قد يتسبب باندلاع الحرب الأهلية في لبنان، ولا سيما أن التوتر الطائفي ليس أمراً جديداً على هذا البلد. وقد ازداد هذا التوتر في الفترة الأخيرة في إثر مقتل 14 مواطناً لبنانياً سنياً بنيران قوات النظام السوري في بلدة قريبة من الحدود السورية - اللبنانية. كما نشبت اشتباكات في طرابلس الواقعة في شمال لبنان بين الأقلية العلوية (نحو 35 ألف شخص) المؤيدة للأسد، وبين الأغلبية السنّية في المدينة المعارضة له. ومع أن هذه الأحداث متقطعة وليست منظمة من قبل هذا المعسكر أو ذاك، إلاّ إن الوضع في لبنان قابل للانفجار، ومن المحتمل أن يؤدي التوتر إلى تمدد الانقسام المذهبي إلى مدن أُخرى في لبنان.
· لقد جرى توظيف كثير من الجهود في معركة القصير، البلدة القريبة من الحدود اللبنانية، والتي كانت تُستخدم كممر أساسي لتزويد الثوار السوريين بالسلاح، ولذا يمكن فهم الجهود التي بذلها حزب الله من أجل حشد مؤيديه وإرسالهم لمساعدة النظام السوري في القصير. بيد أن انعكاسات هذه الخطوة قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار السياسي في لبنان وتفاقم العنف.
· إن سقوط القصير في يد النظام السوري وتنظيم حزب الله، يجعل الحزب في طليعة المسؤولين عن ذلك، وسيحوّله إلى هدف لردات الفعل الانتقامية من جانب تنظيم مثل جبهة النصرة السنّي المتشدد الذي يقود الثورة السورية، وتنظيمات سنّية أُخرى أثبتت وحشيتها من خلال العمليات الانتحارية والمذابح التي قامت بها خلال الحرب الأهلية في سورية. وليس هناك ما يمنع اليوم هذه التنظيمات من توجيه عملياتها ضد لبنان الذي قد يجد نفسه وسط نزاع مذهبي سني - شيعي، مثلما يحدث في العراق اليوم على خلفية الحرب الأهلية السورية.