· يمكن القول إن مقاتلي حزب الله هم الذين تسببوا بحسم المعركة في مدينة القصير في سورية لمصلحة نظام الرئيس بشار الأسد. وهذا يدل على الأهمية الكبيرة التي يوليها الحزب للسيطرة على هذه المدينة القريبة من الحدود مع لبنان، والتي يمكن أن تشكل محطة مهمة لانتقال التمرد السني من سورية إلى الأراضي اللبنانية.
· إن السؤال المطروح الآن هو: هل سيقوم حزب الله بالتغلغل أكثر فأكثر داخل الأراضي السورية، ويضطلع بدور مباشر في الهجمات التي يخطط الجيش السوري لشنّها على مناطق أُخرى في مقدمها حمص وحلب؟. في حال حدوث ذلك، فإنه يعني أن حزب الله تحوّل بدعم من إيران إلى قوة مركزية في محاولة حسم الحرب الدائرة في سورية كلها لمصلحة نظام الأسد.
· وتشير التقديرات الأمنية السائدة في إسرائيل إلى أن معركة القصير لا تنطوي على نقطة تحول دراماتيكية فيما يتعلق بوقائع الحرب الدائرة في سورية، وإلى أن أوضاع نظام الأسد ما زالت صعبة للغاية. ومع ذلك، فإنه لا يجوز أن نتغاضى عن حقيقة أن الفشل الذريع الذي مُني المتمردون به في القصير ناجم أساساً عن السياسة المترددة التي تنتهجها الولايات المتحدة إزاء الأزمة السورية. ولا شك في أن هذه السياسة هي التي دفعت واشنطن إلى أن تخضع لروسيا وأن توافق على عقد مؤتمر جنيف 2 لتسوية تلك الأزمة.
· وفي حال عقد هذا المؤتمر، فإنه سيشكل انتصاراً للتحالف بين كل من نظام الأسد وروسيا وإيران وحزب الله. وإذا ما تبين أن معركة القصير كانت بمثابة حجر الدومينو الأول في مسار انهيار التمرد ضد نظام الأسد، فإن ذلك سيعني أننا على أعتاب فوضى استراتيجية في منطقة الشرق الأوسط برمتها، تتحمل الولايات المتحدة جزءاً كبيراً من المسؤولية عنها.