"شاس" و"إسرائيل بيتنا" هما الخاسر الأكبر في الانتخابات المحلية
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- يبدو أن أكبر الخاسرين في الانتخابات البلدية هما آرييه درعي وأفيغدور ليبرمان. وفي الواقع فإن خسارة مرشحهم موشيه ليئون تشكل مؤشراً هامشياً على ضعف قوتهم السياسية، والسبب الحقيقي لهذا الضعف كون الاثنين من الزعماء الطائفيين، ويبدو أن الشياطين الطائفية على الرغم من تأجيج المشاعر في الفترة الأخيرة، آخذة في التلاشي وإن بوتيرة بطيئة.
- قبل 20 عاماً أسس ليبرمان حزب "إسرائيل بيتنا"، وكان هدف الحركة كما كتب مؤسسها تحقيق الصهيونية الكلاسيكية: "الهجرة، الدفاع عن الوطن، والاستيطان". لكن الأجندة الحقيقية كانت حل المشكلات المتعلقة بـ"الطائفة الروسية" مثل التهويد، والزواج والطلاق، والاسكان، والمعاشات التقاعدية، والاعتراف بتعليم الدول التي جاؤوا منها، وسائر المشكلات المتعلقة بالصحة والعمل.
- وعلى الرغم من ظواهر التمييز ضد هجرة الروس، فإن محاولات إدامة مشاعر الحرمان وإيجاد حالة دائمة سمتُها "التمييز المهني ضد الروس"، فشلت. ومع أن أغلبية المهاجرين الروس لم ينجحوا، وبعضهم لم يرغب، في الاندماج ثقافياً واجتماعياً مع إسرائيل القديمة، فإن هذا لم يمنعهم من التطلع للحصول على التعليم الذي بواسطته يستطيعون تحسين وضعهم الاقتصادي والاجتماعي. وكان ذلك رد من الروس على التمييز، الحقيقي منه والوهمي.
- وأدى ذلك إلى جانب أسباب اجتماعية وسياسية أخرى، إلى شعور ليبرمان بأن زمن "إسرائيل بيتنا" يشارف على الانتهاء. وفي الواقع، فإن ما ساهم في خيبة أمل ناخبي ليبرمان عدم وفائه بالتعهدات الأساسية التي قطعها لهم مثل قانون الزواج المدني، وبصورة خاصة عدم التزامه بتعهده بمغادرة الحكومة إذا جرى تجميد البناء ولا سيما في القدس.
- بيد أن السبب الأساسي لتراجع قوة حزب "إسرائيل بيتنا" هو بالتأكيد الاندماج المتزايد لأعضائه في الحاضر الإسرائيلي. وإذا خاض الحزب الانتخابات المقبلة، فإن قسماً كبيراً من الناخبين الذين صوتوا له سابقاً لن يصوتوا له في المستقبل.
- واليوم، ينتظر حزب "شاس" بزعامة آرييه درعي مستقبلاً شبيهاً بمستقبل "إسرائيل بيتنا".
- مما لا شك فيه أن هناك تمييزاً طائفياً في إسرائيل، لكن جميع الأحزاب الطائفية التي عرفتها إسرائيل تسببت، باستثناء بعض الفوائد الثانوية، في تعميق الاستقطاب داخل المجتمع وأعاقت مسار الاندماج الطبيعي بين الطوائف. فمن أجل تبرير وجودها، بالغت هذه الأحزاب في تصوير الواقع واستحضرت شياطين لم تكن موجودة. وسمحت بذلك للذين لم ينجحوا في حياتهم لأسباب عدة، بالتهرب من المسؤولية وإلقاء اللوم على التمييز.
- إن الضمور المتوقع لحزب "شاس" والاختفاء التدريجي لحزب "إسرائيل بيتنا" بشارة جيدة للصهيونية التي تعتبر الدمج بين الجاليات اليهودية حجراً أساسياً في رؤيتها.