· لا شك في أن جماعات "جباية الثمن" التي تقوم بارتكاب اعتداءات في المناطق [المحتلة] تستهدف السكان الفلسطينيين وممتلكاتهم تلحق أضراراً كبيرة بصورة إسرائيل في العالم أجمع، وهي تضم فئات هامشية متطرفة من المستوطنين اليهود في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] يعتقد أفرادها أنهم مبعوثو الله على الأرض، وأن أرض إسرائيل هي مُلك لشعب إسرائيل فقط.
· وعلى ما يبدو فإن زعماء المستوطنين يخشون من هذه الفئات، كما أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لم تقم بما يجب لمكافحتها. وقد أدى ذلك كله إلى تفاقم خطرها، وإلى توسيع نطاق عملها بحيث أصبح يشمل الكثير من السكان الفلسطينيين الأبرياء وممتلكاتهم، فضلا عن المساجد والكنائس والأديرة.
· ولقد وصلنا في الآونة الأخيرة إلى نقطة لم يعد ممكناً فيها الاستمرار في التغاضي عن هذه الجماعات، وعن الاعتداءات التي ترتكبها. والتقديرات السائدة في إسرائيل تشير إلى أن جهاز الأمن العام [الشاباك] يعرف معلومات تتعلق بهذه الجماعات أكثر مما هو على استعداد لأن يعترف به على رؤوس الأشهاد. ونعتقد أنه يتعين على الشرطة والجيش أن يقدما المساعدة المطلوبة منهما لجهاز الشاباك من أجل كبح هذه الجماعات.
· وسبق لجهاز الشاباك أن ألقى القبض قبل نحو 33 عاماً على تنظيم إرهابي يهودي سري كان ضالعاً في محاولة اغتيال ثلاثة رؤساء بلديات في الضفة الغربية، وفي اغتيال عدد من طلبة الكلية الإسلامية في الخليل، وفي محاولة زرع عبوات ناسفة في حافلات باص فلسطينية في القدس الشرقية. وحان الوقت كي يكرّر هذا الجهاز مثل هذا الإنجاز، وأن يلقي القبض على جماعات "جباية الثمن" قبل أن تؤدي ممارساتها إلى عواقب وخيمة.