المبادرة السعودية نداء من العناصر المعتدلة لعودة إسرائيل عامل اعتدال واستقرار
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

•تهدف المبادرة السعودية، قبل كل شيء، إلى كبح جماح حملة تقويض النظام الإقليمي. وعملياً، فإن السعودية وإمارات الخليج تقف حالياً في جبهة المعركة ضد إيران والقاعدة.

•في الحلبة الإقليمية يهدد الإيرانيون هيمنة محور القاهرة ـ الرياض. مصدر نفوذ مصر يكمن في قوتها العسكرية ومكانتها الثقافية. أما السعودية فإنها تملك نفوذاً اقتصادياً هائلاً أدى إلى أن تطرق أبوابها جميع الدول العربية، بما في ذلك حركات إسلامية ومنظمات تحرر وطنية.

•تشكل المبادرة السعودية نداء، بل صرخة، موجهة إلى إسرائيل من العناصر المعتدلة في المنطقة. وعملياً تطلب مصر ودول الخليج والأردن من إسرائيل أن تعود إلى القيام بدورها التاريخي في الشرق الأوسط كعامل اعتدال واستقرار. وقد تنازلت هذه الدول، مؤخراً، حتى عن مطلب عودة لاجئي 1948 بسبب معرفتها أن من شأن إلغاء الطابع العبري لإسرائيل أن يؤدي ليس إلى انهيارها فحسب، بل يمسّ أيضاً الاستقرار الإقليمي والأنظمة الموالية لأميركا.

•الموقف من عودة اللاجئين الفلسطينيين ليس أُمنية إسرائيلية ساذجة. ففي مقابلة أدلى بها قبل أربع سنوات لصحيفة "نيو يوركر" هاجم الأمير السعودي بندر بن سلطان ياسر عرفات بسبب رفضه اقتراحات بيل كلينتون التي أعلنها في كانون الثاني/ يناير 2001. ووصف بندر الموقف الفلسطيني، الذي يكمن في صلبه مطلب إعادة اللاجئين إلى تخوم إسرائيل، بأنه "خطأ تراجيدي" و"جريمة" و"مسّ بالمصلحة الفلسطينية". وقد نشرت أقواله كاملة في الموقع الإلكتروني للسفارة السعودية في واشنطن.

•إذا كان هذا هو موقف السعودية فكلنا يعرف ما هو موقف أنظمة عربية معتدلة أخرى. لقد تحوّل اللاجئون الفلسطينيون من كنز دبلوماسي عربي إلى عبء هائل يعرقل العملية السياسية. ولذا فإن الموافقة المبدئية على المبادرة السعودية لا تتناقض مع الرفض القاطع لعودة اللاجئين. وهذه الموافقة تساعد في المعركة ضد إيران، وهي أفضل من أي تصريح شعبوي هنا وهناك.