برغم الأخطاء الكثيرة إسرائيل انتصرت في حرب الغفران
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- هل كان في الإمكان الحؤول دون وقوع حرب يوم الغفران؟ وهل 2700 جندي إسرائيلي سقطوا في المعارك دفاعاً عن دولة إسرائيل خلال الهجوم المصري- السوري المشترك في تشرين الأول/أكتوبر 1973 ضحوا بحياتهم سدى؟
- إن العدد الكبير من الكتب والمقالات والأفلام الوثائقية التي ظهرت بمناسبة مرور 40 عاماً على حرب الغفران تدفع إلى استنتاج أنه لو أصغت غولدا مئير إلى محاولات أنور السادات للتحاور، لما كان هو والديكتاتور السوري حافظ الأسد قاما بمهاجمة إسرائيل.
- بعد مرور أربعين عاماً على الحرب، ما زلنا نطرح هذه الأسئلة ويبدو أننا سنواصل طرحها إلى ما لا نهاية، ولن نتوقف عن مناقشة الأخطاء الكثيرة التي ارتكبناها. لكن يجب علينا ألا نتجاهل أمراً أساسياً الذي هو الانتصار الكبير الذي حققته إسرائيل. فخلال 18 يوماً وصل الجيش الإسرائيلي إلى بعد 101 كيلومتراً عن القاهرة، وأصبح الجيش الثالث المصري محاصراً وباتت دمشق في مرمى مدفعية الجيش الإسرائيلي. لكن الأهم من هذا كله هو الصورة الشاملة، وهي أن الجيش الإسرائيلي أوضح بصورة قاطعة عدم قدرة أي تحالف عسكري عربي على التغلب عليه. وشكلت هذه الحقيقة أساساً لقوة الردع الإسرائيلية التي لا تزال قائمة بعد مرور 40 عاماً على الحرب، ومن المنتظر أن تستمر أعواماً أخرى طويلة.
- في جميع الحروب تحدث أخطاء حتى من جانب المنتصرين. لقد ارتكبت إسرائيل أخطاء كثيرة في حرب يوم الغفران، لكن النتائج النهائية هي التي تقرر.
- إن انتصار إسرائيل في حرب الغفران وضع حداً للحروب التي شنتها التحالفات العسكرية العربية ضد إسرائيل منذ 15 أيار/مايو 1948. ولولا هذا الانتصار لاستمر تكرار هذه الحروب. ولا علاقة لذلك بالرد المفترض لغولدا مئير على محاولات السادات للتحاور. فلو استجابت إسرائيل لمطالب السادات، أي العودة إلى حدود وقف إطلاق النار سنة 1949 والانسحاب من سيناء ومن هضبة الجولان ومن يهودا والسامرة [الضفة الغربية] وغزة، لشجع ذلك الدول العربية على الاستمرار في مهاجمة إسرائيل. إن القتال والانتصار في حرب الغفران كانا ضروريين لبقاء إسرائيل، وكانت حرب الغفران حرباً لا مفر منها.