إسرائيل ارتكبت أخطاء فادحة كثيرة بحق الأردن
تاريخ المقال
المصدر
- يصادف يوم السبت المقبل ذكرى مرور 19 عاماً على توقيع اتفاق السلام بين إسرائيل والأردن. وعلى الرغم من أن كثيرين في إسرائيل يتعاملون مع هذا الاتفاق كما لو أنه أمر طبيعي، فإن التوصل إليه لم يكن سهلاً على الإطلاق.
- من الصعب القول إن هذا الاتفاق قد حقق الغاية المطلوبة منه على المدى البعيد وهي إحلال سلام حار بين الدولتين. ويبدو لي أن أحد أهم أسباب عدم تحقيق هذه الغاية يعود إلى حقيقة أننا لم نستوعب حتى الآن بما فيه الكفاية أن 60%- 70% من سكان الأردن هم فلسطينيون وأن أي حادث صغير في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] أو في قطاع غزة يمكن أن يؤثر في الأردن. كما أننا ما زلنا نتجاهل حقيقة أخرى هي أن الفلسطينيين في الأردن يتعاملون معنا مثلما يتعامل معنا إخوتهم في نابلس وغزة والخليل، أي باعتبارنا أعداء لهم.
- بطبيعة الحال لا يمكن التقليل من الأهمية الاستراتيجية للسلام مع الأردن. ونحن ندين بالشكر الجزيل للعائلة الملكية الأردنية لحرصها على أن تحافظ على اتفاق السلام مع إسرائيل. وليس من المبالغة القول إنه لولا هذا الحرص لكان الحرس الثوري الإيراني مرابطاً في قلقيلية على بُعد 5 دقائق من مدينة كفار سابا [وسط إسرائيل].
- ومع ذلك، تتعامل الحكومة الإسرائيلية الحالية مع الأردن كما لو أنه في جيبها. وما زالت ترتكب بحقه الأخطاء الفادحة التي ارتكبتها منذ توقيع اتفاق السلام معه قبل 19 عاماً. وثمة خطأ فادح آخر هو قيام عدد من السياسيين في إسرائيل بالإعلان صباح مساء أن "الأردن هو فلسطين"، وهذا خطأ من شأنه أن يكلفنا إعادة إحياء خطر الجبهة الشرقية التي تم إقصاؤها بالتزامن مع توقيع اتفاق السلام مع الأردن.