تخوف إسرائيلي من أن يؤدي حصول سورية على صواريخ S-300 إلى تغيير معادلة الردع على الجبهة الشمالية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       إن الصفقة الكبيرة للصواريخ المضادة للطائرات الموقعة بين روسيا وسورية في نهاية 2010، لم تدخل حتى الآن حيز التنفيذ. فقد أعلنت روسيا نيتها تزويد سورية بهذه الصواريخ في مطلع أيار/مايو، أي بعد وقت قصير من الهجوم الجوي الثالث المنسوب إلى إسرائيل على الأراضي السورية. وقد جاء ذلك في إطار مساعي روسيا  لدعم نظام الأسد، وذلك في مواجهة الدعم الأوروبي للثوار قبيل انعقاد المؤتمر الدولي للبحث في الوضع في سورية.

·       من المفترض أن تستغرق عملية استيعاب صورايخ S-300  ما بين نصف العام وحتى العام، وسوف تتضمن عدداً من المراحل، بدءاً من إرسال خبراء سوريين للتدرب في روسيا، ومروراً بوصول العناصر الأولية للصواريخ إلى سورية وربطها ضمن منظومة واحدة، وصولاً إلى وضعها قيد الاستخدام.  والظاهر حتى الآن أن سورية ما زالت بعيدة عن ذلك. لكن على الرغم من ذلك، فإن إسرائيل، استناداً إلى التهديد المباشر الصادر عن رئيس مجلس الأمن القومي يعقوب عميدرور، تدرس مهاجمة هذه الصواريخ قبل نشرها في سورية.

·       وبذلك، تهدد إسرائيل بالاندفاع إلى أتون الاضطرابات السورية، وهذه خطوة سبق أن تعهدت إسرائيل بأنها ستبذل كل جهدها كي تتجنبها. ويمكن القول مبدئياً إن الهامش الزمني لتنفيذ هذا الهجوم ما زال كبيراً نسبياً. كما يتعين على إسرائيل، إذا ما قررت الهجوم، أن تأخذ في حسابها احتمال أن ترى روسيا في هذه الخطوة تحدياً لها. ولا عجب في أن يشعر عميدرور بالقلق، ففي حال تحقق دخول صواريخ S-300 إلى سورية، فإن هذا سيحمل معه تغييراً جذرياً في معادلة الردع الاستراتيجي في الشمال.

·       من المعروف أنه في سنة 1982، وخلال حرب لبنان الأولى، دمر سلاح الجو الإسرائيلي منظومة صورايخ أرض - جو السورية التي كانت منصوبة في سهل البقاع، ومنذ تلك الفترة حققت إسرائيل تفوقاً جوياً كاملاً استمر لثلاثة عقود، وقد ترافق ذلك مع إدراك الجانب العربي حجم الخسائر التي يستطيع سلاح الجو الإسرائيلي أن يتسبب بها خلال الحرب. وفي إطار الرد على ذلك، جرى بناء القوة الصاروخية للجيش السوري ولحزب الله بهدف تهديد الجبهة الداخلية الإسرائيلية الحساسة، والالتفاف على سلاح الجو. وعلى الرغم من صعوبة الحديث عن الاستقرار على الحدود الشمالية، لكن الردع المتبادل ساهم في إبعاد الحرب منذ جولة القتال الأخيرة مع حزب الله في 2006.

·       إن نشر صواريخ S-300 سيعرض للخطر حرية طلعات سلاح الجو الإسرائيلي في الشمال. وفي تقدير مسؤولين سابقين في سلاح الجو فإن إسرائيل قادرة عند الحاجة على التغلب على عائق الصواريخ المضادة للطائرات، كما سبق أن فعلت في الماضي. واستناداً إلى وسائل إعلامية أجنبية، من المحتمل أن تكون إسرائيل قد تدربت في قبرص على مواجهة الصواريخ الروسية الجديدة. لكن على الرغم من ذلك، فهناك احتمال حدوث تغيير جوهري في معادلة الردع.

 

·       تطرح التطورات الأخيرة علامات استفهام بشأن صواب الإقدام على شن غارة ثالثة على سورية، حتى لو لم يكن لها علاقة بإعلان روسيا عن صفقة الصورايخ لسورية. وفي جميع الأحوال يبدو أن الأسد، بدعم روسي، يحاول ردع إسرائيل عن القيام بهجوم جديد بعدة وسائل: من التهديد بإطلاق الصواريخ مروراً بالتحذير من إشعال هضبة الجولان وانتهاء بصفقة الصواريخ الجديدة.