· بعد اختطاف الجنديين على الحدود الشمالية مباشرة حذر رؤساء المؤسسة الأمنية إيهود أولمرت وعمير بيرتس من مغبة المبادرة إلى حرب فورية. وقالوا إن من الأفضل الإعداد لها عدة أيام، ولن تقع كارثة إذا ما تقرّر أن ننتظر قليلاً، لأن حزب الله لن يضبط نفسه، وسيرد بقصف كثيف بصواريخ الكاتيوشا. والجيش الإسرائيلي لا يملك رداً ناجعاً ضدها. والسكان ليست لديهم ملاجئ لائقة.
· هذا التحذير تم نقله في لقاءين عقدا في يوم الاختطاف، 12 تموز/ يوليو 2006، في ديوان رئيس الحكومة ومكتب وزير الدفاع. وشارك فيهما أيضاً رئيس هيئة الأركان العامة، دان حالوتس، ونائبه موشيه كابلينسكي، ورئيس جهاز الأمن العام (شاباك)، يوفال ديسكين، وقائد سلاح الجو، إليعيزر شكيدي، ورئيس الموساد، مئير دغان، واللواءان يتسحاق غرشون (قائد الجبهة الداخلية) وعاموس يادلين (رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية- أمان) واثنان من كبار موظفي وزارة الدفاع، هما غابي أشكنازي وعاموس غلعاد.
· غلعاد ودغان وديسكين تمسكوا بالرأي القائل بعدم شن هجوم مباشر.
· لم يُنقل تقرير دقيق عن هذين اللقاءين إلى الحكومة، التي عقدت جلسة في الساعة الثامنة من مساء اليوم نفسه وأقرّت شن الحرب. في هذه الجلسة اعتمد رؤساء المؤسسة الأمنية لهجة معتدلة وخففوا من حدّة تحذيرهم السالف ذكره. وقد فعلوا ذلك، على ما يبدو، بعد أن شعروا بأنه ليس هناك احتمال أن يجدوا آذاناً صاغية لدى الحكومة بعد أن فشلوا في ذلك لدى أولمرت وبيرتس. لكن، كما لاحظ أحد الوزراء، لو أن هؤلاء أطلقوا تحذيرهم بصوت عال وبإصرار خلال جلسة الحكومة فإنه "حتى وزير الصحة ما كان سيصوت تأييداً للحرب المباشرة".
· لقد اعترف حكماؤنا بنوعين من الحرب: الحرب الدينية والحرب المأذون بها. وهذه الحرب جرى شنها من دون إذن.