أنقرة تريد الإساءة إلى إسرائيل من خلال كشف شبكة تجسس إسرائيلية في إيران
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

  • التقرير الذي نشرته صحيفة "واشنطن بوست" [كتبه ديفيد أغانتيوس بتاريخ 17/10/2013]  عن قيام أنقرة بكشف شبكة تجسس إسرائيلية في إيران، ينطوي على أكثر من لغز.  اللغز الأول المثير للفضول بالطبع، هو التفاصيل الدقيقة للموضوع وما حجم الضرر. أما اللغز الثاني فهو لمن كانت له مصلحة في نشر هذه المعلومات في هذا التوقيت بالذات ولماذا؟
  • تساعد هوية كاتب المقال في تقديم الجواب على هذين السؤالين. فالمعروف عن الكاتب ديفيد أغناتيوس أنه من المقربين من كبار المسؤولين في إدارة أوباما، مما يدفع إلى الاعتقاد بأن واشنطن هي التي كشفت عن هذه الرواية كي تحذر تركيا من مواصلة سلوكها السيئ في المنطقة.
  • لكن هناك احتمالات أخرى مثل أن تكون أنقرة هي التي كشفت القصة على الرغم من الغضب الكبير الذي أظهرته تركيا بالأمس. فمن المعروف أن علاقات وثيقة تربط أغانتويس بالقيادة التركية، وهو على صلة وثيقة بزعامة الحكم في أنقرة وبالمسؤولين عن الاستخبارات، وكان من الأوائل الذين انضموا إلى الحملة التي شنها أردوغان ضد إسرائيل في دافوس في كانون الثاني/يناير 2009، حين بدأ رئيس الحكومة التركية حملته ضد إسرائيل بالهجوم على الرئيس بيرس. يومها كان أغناتيوس مدير جلسة النقاش. ولسبب ما غضب الأتراك على الصحافي الأميركي الذي خسر خلال فترة معينة مصادره، لكن  في الفترة الأخيرة عاد الأتراك إلى التعاون معه ومن المحتمل أن يكونوا هم من أعطوه هذه المعلومات. ولا تستبعد أطراف في القدس احتمال قيام تركيا عندما تسنح لها الفرصة، بإلحاق الضرر بالمصالح الإسرائيلية بل والتباهي بذلك. فتركيا في ظل حكم أردوغان تفتخر بتوجيه صفعة إلى إسرائيل، وهي بذلك تبتعد عنها أكثر فأكثر. في مثل هذه الحال، كيف ينسجم هذا السلوك التركي مع المصالحة التي رعاها أوباما في آذار/مارس الماضي؟ في الحقيقة هذا لا ينسجم البتة لأن لا وجود فعلاً للمصالحة، فما تريده أنقرة هو رؤية القدس تركع على ركبتيها. وفي القدس فهموا هذا الأمر منذ فترة، ويبدو أن واشنطن فهمت من الذي أحبط المصالحة.
  • وفي الختام أريد أن أقول شيئاً عن العلاقات الإيرانية – التركية. في سنة 2010 وصل الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد إلى أسطنبول وكنت حاضراً وأتذكر أنه استقبل بحفاوة كبيرة. لكن كان من الواضح أن شهر العسل التركي- الإيراني مصطنع نظراً إلى الخصومة الإقليمية بين الدولتين اللتين ليست لهما دائماً مصالح مشتركة. وتشكل سورية نموذجاً بارزاً للخلافات بين الدولتين.
  • لكن على الرغم من ذلك، ثمة مصلحة مهمة واحدة تجمع بين الدولتين: قمع التمرد الكردي. فإذا كان الجواسيس الذين عملوا لحساب إسرائيل من الأكراد، فإن هذا يشكل سبباً أضافياً لتفسير عودة إيران وتركيا إلى التعاون معاً.