توقع استقالة أولمرت بعد تقرير "فينوغراد" و"كاديما" يتجنّد لمنع "ليكود" من شق صفوفه
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

أفاد بيان صدر عن لجنة فينوغراد، التي تحقق في أحداث حرب لبنان، أنها ستنشر تقريرها المرحلي في النصف الثاني من نيسان/ أبريل، والذي سيتضمن استنتاجات تتعلق بثلاث شخصيات هي: رئيس الحكومة إيهود أولمرت، ووزير الدفاع عمير بيرتس، ورئيس هيئة الأركان العامة السابق دان حالوتس. وسيقتصر التقرير المرحلي على الأيام الخمسة الأولى من الحرب. وقد قررت اللجنة إصدار هذا البيان - وهو الأول من نوعه منذ بدأت عملها في أيلول/ سبتمبر الماضي- كي تبدد عدم الوضوح في جدولها الزمني وفي نياتها.

وتوقعت مصادر في المؤسسة السياسية أمس أن يضطر رئيس الحكومة إلى الاستقالة بعد نشر التقرير المرحلي. ويشارك في هذا التوقع أيضاً مسؤولون كبار في حزب كاديما الذين قالوا أمس إن على الحزب الاستعداد لاحتمال اضطرار أولمرت إلى الاستقالة، ولذا فعلى الحزب الحاكم الحيلولة دون نجاح زعيم الليكود في تنفيذ خطته لشق كاديما ومنعه من الحصول على تأييد 61 عضو كنيست، بمساعدة أعضاء كنيست من حزب كاديما، لتأليف حكومة بديلة.

وبناءً على بيان لجنة فينوغراد، سيتضمن التقرير المرحلي أربعة فصول: الأول سيخصص لمناقشة المبادئ العامة لعملها، والثاني سيناقش المبادئ القانونية التي تسمح لها بنشر استنتاجات تتعلق برئيس الحكومة ووزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة من دون توجيه رسائل تحذير لهم. وسيحلل الفصل الثالث فترة ما قبل الحرب، بدءاً بانسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان سنة 2000 حتى نشوب الحرب، ومن المحتمل أن يتضمن هذا الفصل انتقاداً للقرارات التي اتخذتها الحكومات الإسرائيلية السابقة بشأن الرد على استفزازات حزب الله خلال تلك الفترة. أما الفصل الرابع، وهو الأهم، فسيتضمن تحليلاً للمسار الذي أدى إلى الحرب وفحصاً للأيام الخمسة الأولى منها.  وفي هذا الصدد تعتبر اللجنة خطاب رئيس الحكومة في 17 تموز/ يوليو معلماً مهماً، إذ إنها تعتبر هذا الخطاب، على الأرجح، القرار النهائي بشن الحرب. ففيه حدد أولمرت أهداف إسرائيل من الحرب وهي: إعادة الجنديين المخطوفين، وإخراج حزب الله من المنطقة، ونشر الجيش اللبناني في الجنوب. وقد قال أولمرت في خطابه: "سنستمر بلا تردد، وبلا تنازل أو وجل، حتى نحقق أهدافنا".

لن يتطرق التقرير المرحلي إلى ما حدث بعد 17 تموز/ يوليو. ودلالة ذلك أن مسارات الحرب في أغلبيتها، أي الخطوات العسكرية، والاتصالات السياسية، وحماية الجبهة الداخلية، وقرار الهجوم البري الكبير خلال اليومين الأخيرين، وغيرها، لن تناقش بتاتاً في هذا التقرير. ولذا فمن غير المتوقع صدور استنتاجات بحق شخصيات من كبار الضباط، باستثناء حالوتس، وقائد المنطقة الشمالية، وقادة الفرق العسكرية.