رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال بني غانتس: سنحقق انتصاراً ساحقاً في كل المعارك التي سنخوضها
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

[بمناسبة الذكرى الـ  64 لاستقلال إسرائيل أجرت الصحيفة مقابلة مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي نقتطف بعض ما جاء فيها]

·       يرى بني غانتس أن إيران النووية تشكل خطراً وجودياً محتملاً على إسرائيل، لافتاً إلى أن إيران ليست مشكلة بالنسبة إلى إسرائيل وحدها بل بالنسبة إلى العالم كله، لذا يجب استخدام كل الوسائل التي من شأنها دفع العالم إلى عدم التساهل في معالجة هذه المشكلة. وعندما سئل غانتس عن موقف إسرائيل في حال فشل العالم في معالجة المشكلة النووية الإيرانية قال: "يتعين على الجيش الإسرائيلي أن يستعد لكل الخيارات العسكرية في حال طُلب منه أن يتحرك في اللحظة الأخيرة، مع الأخذ في الاعتبار الظروف الاستراتيجية، وهذا ما يقوم به الجيش في الأعوام الأخيرة. وفي اعقتادي أننا نملك قدرة لا يستهان بها للتحرك العسكري. وموضوعياً، علينا أن نجهز كل قدراتنا، لكن في الوقت نفسه علينا أن ندرك انعكاسات مثل هذا الحدث."  ورداً على سؤال عمّا إذا كان يعتقد أن الأميركيين جديون في سعيهم لوقف مشروع إيران النووي، أجاب غانتس: "أعتقد أنهم جديون، لكنهم ينظرون إلى الموضوع من وجهة نظر مختلفة عن وجهة نظرنا. ويكمن الفارق بيننا وبينهم في نقطتين، هما: القدرة العسكرية، والإحساس بمدى إلحاح الموضوع. إذ يملك الأميركيون قدرة أكبر من قدرتنا، لذا هم لا يشعرون بضغط هذه المسألة كما نشعر بها نحن. ويمكن أن نضيف إلى ذلك قربنا الجغرافي من إيران بعكس الولايات المتحدة، الأمر الذي يجعلنا نعيش في ساحة حرب." وسئل عمّا إذا كان الأميركيون طلبوا منه خلال لقاءاتهم به عدم مهاجمة إيران، فأجاب: "لم نطلب موافقة الأميركيين ولم نتعرض لا للصد ولا للتشجيع. إن إسرائيل قادرة على اتخاذ قراراتها بنفسها، وهذا ما يعرفه الأميركيون أيضاً. هناك نقاشات بيننا وبينهم وتبادل للآراء الاستراتيجية، إلاّ إنني لا أنتظر موافقة الأميركيين ولا أتلقى الأوامر منهم." وعن الوقت الذي تحتاجه إيران لصنع القنبلة النووية، أشار غانتس إلى أنها "قضية عام أو عامين." وفيما يتعلق بمدى استعداد الجبهة الخلفية الإسرائيلية لمواجهة هجوم إيراني عليها، رأى غانتس أنه "ينبغي للجبهة الخلفية الاستعداد من دون أن يكون لذلك علاقة بالمشكلة الإيرانية، إذ يفرض خطر الصواريخ الموجودة في الشرق الأوسط، مع إيران أو من دونها، على الجبهة الخلفية أن تكون مستعدة، وأقصد هنا آلاف الصواريخ الموجهة إلينا من الشمال، ونحو 10 آلاف صاروخ موجه إلينا من الجنوب. لذا يجب المضي قدماً في تحصين الجبهة الداخلية، لأن هذا الوضع في الشرق الأوسط لن يتغير."

·       من بين أهم القرارت التي اتخذها غانتس خلال الأشهر الـ15 لتوليه منصبه هو إقامة قيادة للجبهة الخلفية، وفي شرحه لأهمية دور هذه القيادة يقول: "نحن نعرف كيف نقاتل على خط التماس والمواجهة، لكن علينا أن نتعلم كيفية مواجهة التهديدات للجبهة الخلفية، سواء بصورة مباشرة أم من خلال التعاون الدولي الاستخباراتي والعسكري والتكنولوجي. لم تعد الجيوش العسكرية تقتصر على المعنى الحرفي لهذه الكلمة، بل باتت تشمل أيضاً القوات الإيرانية التي تتحرك في كل مكان، فضلاً عن ليبيا التي تحولت إلى مخزن كبير للسلاح. فمَن  منا يستطيع أن يعرف ماذا سيحدث في العراق وسورية؟ إننا ندرس جميع هذه الأماكن على الصعيد الاستخباراتي، والمطلوب من قيادة الجبهة الخلفية الجديدة التفكير في هذا كله، وتطوير الأفكار العملانية المتعلقة بها، وتنفيذ المهمات المطلوبة منها."

·       وحذر غانتس من أن تؤدي التقليصات في ميزانية الجيش إلى "تجويف" في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها المنطقة، وقال: "إن المسألة الأساسية هي ما ستكون عليه الميزانية العسكرية المتعددة السنوات. لقد قلت لرئيس الحكومة في إحدى المناسبات إن المهمة العسكرية الأولى التي توليتها عندما كنت لا أزال جندياً كانت تأمين الحماية للرئيس السادات لدى زيارته القدس من أجل التوصل إلى السلام. واليوم أصبحت رئيساً لأركان الجيش، لكني لا أستطيع معرفة من سيكون الرئيس المقبل لمصر، وماذا ستكون سياسته. آمل أن يكون الوضع في مصر قد تحسن، وآمل أيضاً أن يصبح هناك احترام لحقوق الفرد، لكن لدي شعور بأن هذا لن يحدث، فالسلطة الجديدة التي ستصل إلى الحكم في مصر لن تغير شيئاً، وسيكون وضعنا أسوأ. كذلك أعتقد أن سورية، مع الأسد أو من دونه، لن تكون دولة مستقرة، ففي أفضل الأحوال ستصبح دولة غير مستقرة من دون أن تكون معادية لنا، وفي أسوئها ستكون غير مستقرة وضدنا. لقد أصبح حزب الله أقوى بنحو خمس مرات مما كان عليه في حرب لبنان الثانية، وهناك أكثر من 10 آلاف صاروخ في غزة موجهة ضدنا. إننا نعيش في شرق أوسط متغير، ولا يمكننا أن نسمح لأنفسنا بالمخاطرة بما يمكن أن يحدث من تطورات."

·       وعن التقليصات في ميزانية الجيش قال: "لا مشكلة بالنسبة إلي مع أي ميزانية يقررونها. لكن يجب أن يكون واضحاً أن تقليص الميزانية الأمنية معناه تجويف الجيش، أي أنه سيصبح لدينا جيش من دون تدريبات، ومن دون عتاد، ومن دون مخزون للسلاح، وغير مؤهل للقيام بمهمته. وهذا ما لا يمكن القبول به."

·       وسئل غانتس عن كيفية تحديده مفهوم الحسم العسكري في غزة فقال: "نستطيع احتلال غزة، ولكن المسألة تتعلق بمترتبات مثل هذه الخطوة على الصعيد الوطني لا على صعيد  القتلى. في الحروب هناك دائماً قتلى، إذ إن المسألة هي السيطرة على غزة لوقت طويل... لقد أوجدت عملية "الرصاص المصبوب›" مستوى من الردع استطاع أن يصمد لفترة من الزمن. وإذا أخذنا حرب لبنان الثانية، التي كانت أقل نجاحاً من العملية العسكرية في غزة، لوجدنا أنها على الرغم من ذلك أدت إلى نتائج استراتيجية جيدة جداً من زاوية الردع."

·       وسئل غانتس عمّا إذا كان ممكناً تحقيق الحسم في مواجهة إيران؟ فأجاب: "لا أعتقد أن علينا أن نتوجه للحسم وإنما لا بد لنا أن نواجهها."  أمّا فيما يتعلق بالإرهاب من سيناء فقال: "في مواجهة سيناء، علينا إيجاد حل عسكري يستند إلى قدرتنا على جمع المعلومات وعلى الدفاع وعلى توطيد التعاون مع المصريين لمنع نشوء الفوضى وفقدان السيطرة في هذه المنطقة."

·       في نهاية المقابلة قال غانتس: "إن الواقع الاستراتيجي من حولنا يشغلني بصورة كبيرة، لكني أدرك أنني غير قادر على التأثير فيه، فلست أنا من يستطيع تسوية الأوضاع في مصر وسورية. لذا علينا أن نحضر أنفسنا لما سيحدث، وأن نعد العدة لمواجهة التطورات من حولنا."

__________

ملاحظة: تحتجب النشرة عن الصدور غداً الخميس بسبب عدم صدور الصحف الإسرائيلية في ذكرى الاستقلال.