غانتس: تحول إيران إلى دولة نووية سيؤثر على إسرائيل أكثر من أي دولة أخرى
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

قال رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال بني غانتس، في سياق مقابلة أدلى بها إلى صحيفة "هآرتس" في مناسبة إحياء الذكرى الـ 64 لاستقلال دولة إسرائيل التي تصادف غداً (الخميس)، إن تحول إيران إلى دولة نووية سينطوي على تداعيات سلبية للغاية بالنسبة إلى العالم عامة ومنطقة الشرق الأوسط خاصة، وكذلك في كل ما يتعلق بحرية العمل التي سيحظى بها النظام الحاكم في طهران.

وأضاف غانتس أن حرية العمل التي ستحظى بها إيران في حال تحولها إلى دولة نووية ستؤثر على إسرائيل أكثر من أي دولة أخرى، وخصوصاً في ظل الدعم الكبير الذي تقدمه إلى حلفائها في المنطقة وأساساً إلى حزب الله في لبنان والجهاد الإسلامي في قطاع غزة، ولذا فإن برنامجها النووي يشكل خطراً مصيرياً على وجود إسرائيل.

وأكد غانتس أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم كله التي تهدد إيران بالقضاء عليها، وتسعى لامتلاك الوسائل من أجل تحقيق ذلك، ومع هذا لا بد من الأخذ في الاعتبار أن إسرائيل ليست دولة ضعيفة بل هي الدولة الأقوى في الشرق الأوسط، وستظل كذلك، وستعرف كيف تدافع عن وجودها.

واعتبر غانتس أن سنة 2012 ستكون سنة حرجة ومصيرية بالنسبة إلى مستقبل البرنامج النووي الإيراني، لكنه على الرغم من ذلك شدد على أنه ما زال هناك متسع من الوقت كي تقرر إيران نقل هذا البرنامج إلى مسار مدني، وفي حال عدم انتقالها إلى مسار كهذا سيتعين على العالم بما في ذلك إسرائيل الإقدام على خطوات من شأنها أن تكبح هذا البرنامج.

في الوقت نفسه أشار غانتس إلى أن حملة الضغوط الدبلوماسية التي تُمارس على طهران وحملة فرض العقوبات الاقتصادية عليها بدأتا تؤتي أكلهما. وقال إن إيران تتقدم سريعاً نحو إنتاج القنبلة النووية، غير أنها لم تتخذ بعد قراراً حاسماً يقضي بعبور آخر ميل على طريق إنتاج هذه القنبلة. وبرأيه فإن الزعيم الروحي الإيراني علي خامنئي قد يتخذ قراراً بإنتاج قنبلة نووية عندما يتأكد من أن المنشآت النووية في بلده أصبحت محصنة بما فيه الكفاية أمام إمكان شن أي هجوم عسكري عليها، وشدد على أنه في حال اتخاذ خامنئي قراراً كهذا فإنه سيرتكب خطأ فادحاً للغاية.

وتطرّق رئيس هيئة الأركان العامة إلى تداعيات الربيع العربي، فأكد أنه لا يعرف كيف ستتطور الأوضاع الداخلية في سورية، لكن ما يبدو مؤكداً الآن هو أن هضبة الجولان لن تكون هادئة كما كانت في السابق، كما أنه من الصعب إخراج سورية من معادلات إسرائيل العسكرية، وكذلك من الصعب إخراج لبنان من هذه المعادلات.

وأضاف أن تطورات الأوضاع في سورية تضاعف المخاوف في إسرائيل من احتمال انتقال صواريخ متوسطة المدى وأسلحة كيماوية موجودة في حيازتها إلى يد حزب الله في لبنان.