· تحل غداً (الخميس) الذكرى الـ 64 لاستقلال دولة إسرائيل، ولا شك في أن إحدى أهم السمات التي تميز الدولة كامنة في انخراط أغلبية سكانها في الأعمال الصعبة. وليس من المبالغة القول إنه بفضل هذا الانخراط بلغت إسرائيل مرتبة متقدمة جداً في قائمة الدول المتطورة في العالم، ووصل معدل الدخل السنوي للفرد فيها إلى 30,000 دولار.
· كما أنه بفضل هذا الانخراط في العمل أقيمت في إسرائيل صناعات علمية وتكنولوجية متطورة تدرّ عليها سنوياً مدخولات تقدّر بمئات مليارات الشيكلات. وقد أتاح ذلك إمكان تحسين الكثير من بناها التحتية مثل شبكة الشوارع.
· وعلى المستوى الثقافي والفني يمكن القول إن إسرائيل حققت عدة إنجازات على الصعيد العالمي، ولا سيما في مجال صناعة السينما التي أصبحت تعتبر الآن أفضل رسول لها في العالم أجمع. كما أن نسبة الدراسة في الجامعات ومعاهد التعليم العالي ترتفع باستمرار.
· مع ذلك كله، فإن ثمار هذا النمو الاقتصادي لم تصل بعد إلى خُمس السكان في إسرائيل، والذي يتألف في معظمه من اليهود الحريديم [المتشددين دينياً] والعرب.
وعلى الرغم من أن هذا الخُمس من السكان لم يستقل قطار النمو الاقتصادي بعد إلاّ إنه ينطوي على احتمالات جيدة لدفع الاقتصاد الإسرائيلي قدماً أكثر فأكثر. ولم يكن من قبيل المصادفة أن آخر تقرير شامل بشأن أوضاع إسرائيل الاقتصادية صادر عن صندوق النقد الدولي أكد أن ضم الحريديم والعرب إلى سوق العمل الإسرائيلية من شأنه أن يرفع مستوى حياة جميع السكان في الدولة بنسبة 15٪. ولا شك في أن هذا الأمر يستحق أن نبذل جهوداً كبيرة من أجل تحقيقه في غضون الأعوام القليلة المقبلة.