مقارنة نتنياهو خطر السلاح النووي الإيراني بالمحرقة النازية ينطوي على مبالغة
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

·       بالأمس ألقى بنيامين نتنياهو خطاباً مهماً بمناسبة إحياء ذكرى المحرقة النازية خصصه للمقارنة بين الفظائع التي ارتكبت أثناء المحرقة وبين الفظائع التي يمكن أن ترتكبها إيران في حال حصولها على السلاح النووي.

·       ويمكن اختصار مضمون الخطاب في الجمل التالية: "إيران مثل ألمانيا النازية، وخامنئي هو هتلر.... إن الذين لم يروا الخطر النازي سنة 1933 يشبهون إلى حد كبير الذين لا يرون اليوم الخطر الإيراني، ومن واجبي كرئيس للحكومة أن أقول الحقيقة للشعب الإسرائيلي."

·       إن الحقيقة التي يتحدث عنها نتنياهو هي أن أيامنا هذه تشبه الماضي، وأن الخطر هو نفسه، وأن إيران نووية تمثل خطراً وجودياً على إسرائيل، وكل من لا يفكر بهذه الطريقة هو جاهل وانهزامي ويخاف من قول الحقيقة للناس ومن شأنه أن يتسبب بمحرقة ثانية.

·       إن الدرس الحقيقي للمحرقة النازية التي تعرض لها يهود أوروبا بالنسبة إلى بنيامين نتنياهو يكمن في دعوة  العالم بأسره إلى التنبه إلى خطورة التهديدات التي يمثلها نظام آيات الله، وضرورة الاستعداد لاحتمال أن تضطر إسرائيل وحدها إلى مواجهة الخطر الإيراني في وقت قريب جداً.

·       صحيح أن إيران تشكل خطراً كبيراً ومباشراً على إسرائيل، لكنها تشكل أيضاً خطراً على العالم الغربي بأسره وعلى دول الخليج وحتى على روسيا. والأسئلة التي تطرح نفسها هنا، هي: ما الفائدة من إطلاق التهديدات واستخدام الكليشيهات؟ وإلى أي حد يمكن أن يخدم هذا الأمر المصلحة المشتركة، أي تفكيك المشروع النووي الإيراني؟ وهل على إسرائيل أن تكون رأس الحربة في المواجهة مع إيران النووية؟ أليس من الأفضل أن تقوم الدول العظمى بهذا العمل لأنها أقدر وأسرع وأكثر نجاعة منا في تنفيذ هذه المهمة؟ ألا نبالغ عندما نقارن بين السلاح النووي الإيراني وبين آلة القتل النازية التي أودت بحياة ستة ملايين يهودي؟

·       لنفترض أننا لم ننجح في وقف المشروع النووي الإيراني، وهذا أمر محتمل الحدوث إذ حتى لو قامت إسرائيل بشن هجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية فقد لا تحقق النتائج المنشودة، ماذا سيحدث حينئذ؟ وفقاً لنظرية نتنياهو لن يبقى أمامنا سوى الهرب، لأن هتلر الجديد سينتصر، والقنبلة النووية الإيرانية ستسقط فوق تل أبيب. فهل حصول إيران على القنبلة النووية يعني، فعلاً، نهاية الحلم الصهيوني؟

·       لقد قام خبير في الموضوع النووي، هو اللواء في الاحتياط يتسحاق بن يسرائيل، بدراسة الأضرار التي يمكن أن يسببها وقوع قنبلة إيرانية على غوش دان، وتوصل إلى نتيجة مفادها بأنها ستتسبب بكارثة كبيرة، لكنها لن تؤدي إلى نهاية دولة إسرائيل.

·       وأود أن أقول لرئيس الحكومة إن شعب إسرائيل قوي وحي وواثق من قدرته على تحقيق النصر وعلى الحفاظ على بقاء دولته مع قنبلة إيرانية أو من دونها.