على نتنياهو التوقف عن التهديد وإعلان دعمه المساعي الدبلوماسية حيال إيران
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

 

  • حقق نتنياهو شهرته السياسية والدبلوماسية كنجم إعلامي على الساحة الأميركية تحديداً خلال الفترة التي تولى فيها منصب سفير إسرائيل في الأمم المتحدة في الثمانينيات. وقد ركب هذه الموجة وعاد إلى إسرائيل حيث احتل رئاسة حزب الليكود، ومن هناك تابع طريقه إلى رئاسة الحكومة.
  • لكن يبدو مع الأسف أن نتنياهو لا يزال عالقاً في تلك الفترة الزمنية الماضية، على الرغم من أن الرئيس في واشنطن لم يعد رونالد ريغن بل باراك أوباما، والعالم لم يعد ثنائي القطبية أميركي- سوفياتي، وحلت محل الحرب الباردة والمواجهات العنيفة التسويات والتنازلات التي تحافظ على مصالح كل طرف من الأطراف.
  • في الأسابيع الماضية حقق أوباما اختراقات معينة في قضيتين هددتا بالانفجار وأثارتا ضجة كبيرة: السلاح الكيميائي السوري والمسعى الإيراني للحصول على سلاح نووي. ومما لا شك فيه أن من مصلحة إسرائيل نجاح مساعي أوباما الدبلوماسية على هاتين الجبهتين. فعلى صعيد سورية لا يستطيع نتنياهو إرسال الطيارين الأميركيين إلى القتال، وأن يدعو الشعب الأميركي الذي لم يتعاف بعد من التدخلين العسكريين الفاشلين في أفغانستان والعراق، إلى أن يأخذ على عاتقه التزامات عسكرية واقتصادية، ولا سيما أنه ليس واضحاً ما إذا كان في استطاعة عملية عسكرية من هذا النوع وضع حد لسفك الدماء في سورية.
  • أما بالنسبة لإيران فحتى لو كان نتنياهو مقتنعاً بفائدة عملية عسكرية إسرائيلية ضد المنشآت النووية الإيرانية، فهو لا يستطيع أن يعرف ما ستكون عليه ردة الفعل الإيرانية والدولية على مثل هذه الضربة. ومن المحتمل أن ما ستربحه إسرائيل من معالجة المسألة النووية الإيرانية عسكرياً لا يساوي في أهميته الضربات التي ستتعرض لها من إيران والعقوبات التي ستفرض عليها في حال لم تقم إسرائيل مسبقاً بتنسيق عمليتها مع أوباما.
  • منذ بداية الغزل العلني بين واشنطن وطهران، والمراسلات بين الرئيسين، واجتماع وزيري خارجية البلدين وفي النهاية المكالمة الهاتفية الرئاسية، بدا نتنياهو كمن انتُزعت فريسته من شدقيه. وبدلاً من الترحيب بإمكانية منع إيران من الحصول على سلاح نووي وبالتالي الحؤول دون نشوب حرب، نراه يتمسك بموقف النبي الغاضب الذي يحذر من خديعة إيرانية. وهذا يعني ضمناً أن الرئيس الأميركي ساذج، حتى لا نقول أحمق، وأن رئيس الحكومة الإسرائيلية هو وحده الذكي ومن يملك الخبرة، وهذا ليس تبجّحاً بل غطرسة.
  • قبيل إلقائه خطابه هذا المساء أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، يتعين على رئيس الحكومة وقف التهديدات والتهويلات، مثلما كان يفعل في خطاباته السابقة، والامتناع عن تقديم الأدلة والبراهين على الكارثة التي تقترب منا. وعليه بدلاً من ذلك استغلال الموقف من أجل الاعراب عن تأييده للمساعي الدبلوماسية.
  • إن هذا الموقف الجديد سيخدم بصورة أفضل مصلحة إسرائيل، وسيحصل على دعم العالم من أجل المحافظة على أمن مواطنيها.