روسيا نجحت في التوصل إلى حل لأزمة سورية يخدم محور موسكو- طهران- دمشق
تاريخ المقال
المصدر
- أعتقد أن الهدف الأهم الذي سعت روسيا إلى تحقيقه من وراء الاتفاق مع الولايات المتحدة بشأن السلاح الكيميائي السوري، هو الحؤول دون توجيه ضربة عسكرية أميركية عقاباً لنظام بشار الأسد، لا تجريد هذا النظام من سلاحه الكيميائي. وبرأيي، فإن روسيا ستوجّه جل اهتمامها من الآن فصاعداً من أجل عدم تجريد سورية من هذا السلاح.
- بموازاة ذلك، لا بُد من ملاحظة أن آخر التحركات الإيرانية تشير إلى أن نظام الرئيس الجديد حسن روحاني على استعداد لأن يقدّم مساهمته المطلوبة من أجل حل مشكلة مستقبل سورية، نظراً إلى حقيقة كون طهران ضالعة في الأزمة التي تشهدها سورية بصورة قانونية بناء على طلب من الحكومة الشرعية في دمشق. ويبدو أن ثمة جهات في الإدارة الأميركية تنظر إلى المساهمة المتوقعة من جانب إيران في ما يتعلق بحل أزمة سورية بصورة إيجابية للغاية.
- وفي حال التوصل إلى تسوية للأزمة السورية، من المتوقع أن تتضمن هكذا تسوية وجوداً إيرانياً دائماً داخل الأراضي السورية تحت غطاء دولي، الأمر الذي يعني بالنسبة إلى إسرائيل مرابطة قوات من الجيش الإيراني على مقربة من حدودها الشمالية.
- لا شك في أن ما حدث حتى الآن يشكل إنجازاً لروسيا التي نجحت في أن تجد حلاً لأزمة استخدام السلاح الكيميائي السوري يخدم محور موسكو- طهران- دمشق، ويحول دون حصول أي تدخل عسكري أجنبي في سورية. في الوقت عينه، فإن الولايات المتحدة امتنعت عن التدخل في سورية من دون أن تدفع ثمناً باهظاً إلى كل من روسيا وإيران في مقابل إنهاء الحرب الأهلية الدائرة في هذا البلد.
- من المتوقع الآن أن تستمر الأزمة التي تشهدها سورية أعواماً طويلة، ولا نملك سوى أن نأمل أن يؤدي استمرار هذه الأزمة إلى مزيد من إضعاف كل من سورية وروسيا وإيران وحزب الله.