· من الطبيعي أن يلجأ رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى عرض صورة إيجابية بشأن أداء حكومته على مدار ثلاثة أعوام من ولايتها، كما فعل أمس (الثلاثاء) في المؤتمر الصحافي الخاص الذي عقده في ديوانه في القدس، غير أن كلامه على بعض الإنجازات التي تباهى بها وخصوصاً في المجال الاقتصادي - الاجتماعي يعتبر مبالغاً فيه كثيراً.
· فقد أشار رئيس الحكومة مثلاً إلى أنه أقدم على خفض أسعار الوقود بـ 88 أغورة [لكل ليتر من الوقود] بينما خفضها بـ 20 أغورة فقط، كما أنه تباهى بتحقيق إنجاز في مجال السكن بينما يعرف الجميع أن أسعار الشقق في الوقت الحالي ارتفعت بنسبة 50٪ - 60٪ مقارنة بأسعارها قبل ثلاثة أعوام عندما تولى رئاسة الحكومة. أمّا ازدياد أعمال بناء الشقق الجديدة فإنه ناجم أساساً عن زيادة الطلب عليها الجديدة لا عن سياسة الحكومة. والأهم من ذلك كله أن الحكومة لا تملك سياسة محددة بشأن السكن.
· من ناحية أخرى، اعتبر نتنياهو أن توصيات "لجنة تراختنبرغ" تشكل إنجازاً لحكومته، وما يجب قوله هو أن رئيس الحكومة أقام هذه اللجنة كمناورة سياسية تهدف إلى الالتفاف على مطالب حملة الاحتجاج الاجتماعية التي شهدتها إسرائيل في الصيف الفائت، فضلاً عن أنه ما زال يجد صعوبة كبيرة في قبول بعض توصياتها ولا سيما التوصية الخاصة بخفض الضرائب عن الشرائح الفقيرة وزيادتها على الشركات الكبيرة وأصحاب رؤوس الأموال.
مع ذلك، يمكن اعتبار سن قانون التعليم الإلزامي المجاني للأطفال من سن ثلاثة أعوام إنجازاً للحكومة، غير أن نتنياهو لا ينوي أن يموّل تطبيق هذا القانون من خلال تقليص الميزانية الأمنية، التي زادت مؤخراً بمبلغ 6 ملايين شيكل، ولا شك في أنه سيكون مضطراً في نهاية المطاف إلى زيادة عبء الضرائب المفروضة على كاهل المواطنين لتمويل هذا المبلغ.