ما يريده أوباما ونتنياهو وعباس
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

 

  • إن التحدي الأكبر بالنسبة للرئيس باراك أوباما هو أن يُعاد انتخابه من جديد في سنة 2012، وعلى رغم الأهمية التي يوليها لحل النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني فإن هذا الموضوع لا يأتي في طليعة أولوياته. ويعتقد أوباما أن الحل الذي يسمح بقيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية وغزة ضمن حدود لا تتطابق تماماً مع الخط الأخضر هو حل عادل. ولا يفهم سبب تمسك اليمين الإسرائيلي بزعامة نتنياهو بالأحياء الفلسطينية في القدس، كما لا يفهم لماذا يرفض الفلسطينيون الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، ومن الواضح له أن حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين يجب أن يجري ضمن الدولة الفلسطينية وليس في إسرائيل.
  • لكن هذا كله أصبح من الماضي، فأوباما يعتبر أن نتنياهو عقد حلفاً مع الجمهوريين ويتمنى هزيمته في الانتخابات. وقد أثبتت له المواجهة بشأن حدود 1967 أن نتنياهو لا يريد التوصل إلى أي اتفاق، وأنه سيجد دائماً

الذريعة التي تسمح له عدم الدخول في مفاوضات سلام، لأنه ليس مستعداً لدفع الثمن. كما خاب أمل أوباما في عباس لأن هذا الأخير لم يكن مستعداً لاستئناف المفاوضات من دون التجميد الكامل للبناء في المستوطنات، ولأنه يحرجه بتوجهه إلى الأمم المتحدة وحصوله على قرار منها يعترف بالدولة الفلسطينية مما سيجبر أوباما على استخدام حق الفيتو. والراهن هو أن أوباما لن يبادر حتى موعد الانتخابات المقبلة إلى طرح أي خطة سياسية لا تحظى بموافقة الطرفين.

  • من جهته يبدو نتنياهو راضياً على ائتلافه الحكومي المستقر وعلى تحالفه مع باراك، ويعتبر أن زيارته إلى الولايات المتحدة كانت انجازاً مهماً، كما يرى أنه اضطر إلى التعاون مع الجمهوريين لمواجهة مواقف أوباما. وهو مقتنع بأن عباس لا يرغب بالتفاوض، لأنه حتى لو وقع على اتفاق فإنه غير قادر على الالتزام به. ويدرك نتنياهو أن رؤيته إلى الحل الدائم لا تشبه رؤية أي طرف آخر في العالم، من هنا يفضل عدم البدء بالمفاوضات.
     
  • بالنسبة لمحمود عباس الذي يوشك على إنهاء حياته السياسية ويريد أن يخرج مرفوع الرأس، فإنه يستطيع أن يسجل لنفسه نجاحاً على الصعيد الاقتصادي وفي مجال تطبيق القانون والنظام، لكنه مقتنع باستحالة التوصل إلى تسوية دائمة مع نتنياهو ويتخوف من تحول الحل المرحلي إلى تسوية دائمة، على الأقل طالما ظل نتنياهو في سدة رئاسة الحكومة. ويرغب عباس في استغلال توقيع المصالحة بين حركتي "حماس" و"فتح" لصالحه لدى توجهه إلى الأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر المقبل. وعلى الرغم من أن تطبيق اتفاق المصالحة مع حماس قد يعقد علاقاته مع الولايات المتحدة فإن استمرار المفاوضات مع "حماس" يساعده. من هنا فإن صدور قرار من الأمم المتحدة يطالب بقيام الدولة الفلسطينية، إلى جانب نجاحه في تطبيق القانون والنظام، وتحقيق الازدهار الاقتصادي والتفاهم مع "حماس"، كل ذلك يشكل عناصر ايجابية ستضاف إلى الإرث الذي سيتركه عباس من بعده.
     
  • إن الوضع الحالي مثالي بالنسبة للرؤساء الثلاثة. فبالنسبة إلى الرئيس أوباما فإن الهدوء الإسرائيلي ـ الفلسطيني يسمح له بالتفرغ للأمور الأخرى. وما يهم عباس الآن هو العملية السياسية في اتجاه الأمم المتحدة والمفاوضات مع حماس والأسواق المزدهرة. أما بالنسبة إلى نتنياهو فإن الاستقرار الحكومي والازدهار الاقتصادي والهدوء الأمني يزيده قوة ويعزز شعبيته.