· الاتفاق الذي وقع أمس في مكة هو انتصار كبير لحماس. وعلى الرغم من الضغوط التي مارسها الملك السعودي، فإن حماس لم تتنازل وخرجت من هناك أشد قوة في الساحة الفلسطينية الداخلية وأيضاً في الساحتين العربية والدولية.
· حماس لم تتنازل عن السلطة ولا عن الأيديولوجية، ولم تعترف بإسرائيل ولم تتنصل من الإرهاب وكذلك لم توافق على الالتزام بتنفيذ الاتفاقات الموقعة. ولقاء هذا الموقف المتصلب حصلت على حكومة الوحدة الوطنية التي كانت راغبة فيها جداً. وهي راغبة فيها كي لا تكون المسؤولة الوحيدة عن الإخفاقات المتعددة، وكي تحصل على شرعية لمواصلة التمسك بالسلطة في سبيل ترسيخ القيم الأصولية في المجتمع الفلسطيني.
· ما الذي سيحصل إذا لم تصمد حكومة الوحدة؟ عندها لن تخسر حماس أيضاً. فالمسؤولية عن فشل كهذا ستلقى على عاتق فتح ومحمود عباس، ليس في الساحة الداخلية الفلسطينية فحسب، وإنما في الساحة العربية أيضاً.
· إذا اعترفت الأسرة الدولية بالحكومة الجديدة فمن شأن إسرائيل أن تجد نفسها وحيدة أمام الموقف المطالب بالتفاوض مع حكومة حماس.
· الفجوة الأيديولوجية (بين حماس وفتح) بقيت عميقة وواسعة كما كانت. والعودة إلى المناوشات ليست إلا مسألة وقت. وينبغي ألا أن تكون هناك أوهام، فإن حكومة الوحدة لن توقف الإرهاب ولا إطلاق صواريخ القسّام.