معهد أبحاث إسرائيلي تابع لجامعة تل أبيب. متخصص في الشؤون الاستراتيجية، والنزاع الإسرائيلي -الفلسطيني، والصراعات في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك لديه فرع خاص يهتم بالحرب السيبرانية. تأسس كردة فعل على حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973، بقرار من جامعة تل أبيب؛ وبمرور الأعوام، تحول إلى مركز أبحاث مستقل استقطب مجموعة كبيرة من الباحثين من كبار المسؤولين الأمنيين، ومن الذين تولوا مناصب عالية في الدولة الإسرائيلية، بالإضافة إلى مجموعة من الأكاديميين الإسرائيليين، وهو ما جعله يتبوأ مكانة مرموقة بين المؤسسات البحثية. يُصدر المعهد عدداً من المنشورات، أهمها "مباط عال" و"عدكان استراتيجي"، بالإضافة إلى الكتب والندوات المتخصصة التي تُنشر باللغتين العبرية والإنكليزية.
· أظهرت الصحافة العالمية التطابق في التقديرات بين الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية بشأن القرار الإيراني فيما يتعلق بإنتاج سلاح نووي، إذ يتفق كلاهما على أن القيادة لم تتخذ قرارها بعد بهذا الخصوص، أما الخلاف فيتركز بين الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية بشأن خطورة الوضع. لكن ثمة حقائق أساسية تتعلق بالوضع الحالي للمشروع الإيراني، تستند إلى التقارير الحديثة التي نشرتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي:
- تقوم إيران بتخصيب اليورانيوم في أحد المراكز تحت الأرض التابع لمنشأة نتانز، وقد استطاعت حتى الآن تخصيب بضعة أطنان من اليوارنيوم بنسبة 3,5%. ويمكن استخدام هذه الكمية كوقود في المفاعل النووي في بوشهر.
- تقوم إيران بتخصيب اليورانيوم بنسبة أقل من 10%، وهذه الكميات يمكن استخدامها في مفاعل الأبحاث في طهران.
- أقامت إيران منشأة صغيرة ومحصنة جيداً في فوردو بالقرب من مدينة قم لتخصيب اليورانيوم على بنسبة 20% وفقاً لتصريحات الإيرانيين، وربطت إيران مراكز الطرد المركزي لديها بهذه المنشأة.
- تبني إيران مفاعلاً للمياه الثقيلة النووية المتوسطة طاقته 40 ميغاوات. ويمكن استخدام هذا المفاعل من أجل إنتاج بلوتونيوم لأغراض عسكرية. لكن تشغيله يتطلب وقتاً طويلاً.
- تملك إيران كل المنشآت التي تساعد على إنتاج اليورانيوم المخصب وانتاج الوقود الذري لمفاعلاتها.
- من المحتمل أن يكون لدى إيران مشروع باكستاني لصنع القنبلة النووية، وثمة دلائل تشير إلى أن إيران قامت بتجارب و بأنشطة لها صلة بالتخطيط لذلك.
· استناداً إلى ما ذُكر، ما هي المدة الزمنية التي تحتاجها إيران لصنع سلاح نووي؟ تتراوح التقديرات المنشورة في هذا الشأن بين فترة قصيرة من الزمن (لا تتعدى بضعة أسابيع)، وبين فترة أشهر وحتى سنة. وفي الواقع إذا استخدمت إيران مخزونها من اليورانيوم المخصب فهي قادرة على إنتاج أربع إلى خمس نويات قنابل نووية.
· على الرغم من ذلك، فمن غير الواضح حتى الآن فيما إذا كانت لدى إيران المقدرة على تركيب رأس نووي على صاروخ. كما أن الحكومة الإيرانية لم تعط حتى الآن "الضوء الأخضر" لتخصيب اليوارنيوم بنسبة 20% في منشآتها المصرح عنها والخاضعة للرقابة الدولية.
· لا يوجد خلاف بين الاستخبارات الإسرائيلية والأجهزة الاستخباراتية التابعة للحكومات الأخرى بشأن هذه التقديرات. لكن نقطة الخلاف الأولى هي نقطة تقنية تتعلق بالمدة التي تحتاجها إيران لإنتاج قنبلة نووية قابلة للاستخدام. فوفقاً لتقديرات الوكالة القومية للاستخبارات الأميركية سنة 2007، فإن إيران أوقفت العمل في مشروعها سنة 2003، وليس واضحاً ما إذا كانت استأنفت العمل فيه بعد ذلك. لكن من ناحية أخرى من المحتمل أن تكون إيران تمتلك مشروعاً باكستانياً قابلاً للتنفيذ، كما من المحتمل أن تكون قد استأنفت العمل على مشروعها بعد سنة 2007.
· بيد أن الخلاف الكبير هو المتعلق بتقديرات خطورة الوضع. فبينما لا خلاف على أن الإيرانيين قادرون خلال وقت قصير على إنتاج اليوارنيوم المخصب على درجة منخفضة لصنع أول نواة لقنبلة نووية في حال صدرت الأوامر بذلك؛ يعتقد الأميركيون أنه ما زال هناك متسع من الوقت للتحرك في حال برزت مؤشرات تدل على ذلك.
· ينطوي الأسلوب الأميركي في معالجة الخطر الإيراني على مخاطر كبيرة، نظراً لاستناده إلى احتمالات غير مؤكدة، مثل احتمال نجاح العقوبات، واحتمال ألا يكون الإيرانيون قد استأنفوا تطوير مشروعهم النووي، واحتمال أنهم لا يملكون مشروعاً عملياً لآلية تفجير نووي، واحتمال أن يكتشف العالم المخطط الإيراني في الوقت المناسب، جميعها احتمالات تنطوي على مخاطرة كبيرة بالنسبة للحكومة الإسرائيلية، إلى جانب عدم القدرة على معرفة كيف ستتصرف الولايات المتحدة في حال الوصول إلى نقطة اللاعودة.
· بناء على ذلك، فإن الأمر المثير للقلق ليس مسألة عدم اتخاذ إيران قرارها بصنع اليورانيوم المخصب على درجة عالية في منشآتها المعروفة، وإنما المقلق هو ما الذي سنفعله، وهل سيكون هناك متسع من الوقت للقضاء على الخطر عندما سيتضح ذات يوم أن النظام الحالي في إيران بات يملك سلاحاً نووياً.