· إن اقتراح الجامعة العربية هو بمثابة دعوة إلى إسرائيل لأن تأخذ مخاطرة ومجازفة حقيقية وخطرة في مقابل اتفاق يمكن خرقه. كما أن المؤيدين لهذا الاقتراح يتجاهلون انعكاسات اتفاق أوسلو الذي أدى إلى ثقافة الكراهية والإرهاب، وإلى خرق الاتفاقات بصورة لم يسبق لها مثيل، ويتجاهلون أيضاً ما يحدث اليوم في الشارع العربي. وهم يتجاهلون الميزات الأساسية التي طبعت الشرق الأوسط منذ 1400 عام، أي غياب الديمقراطية العربية والسلام الشامل بين العرب، وعدم الاعتراف بجميع الحدود بين الدول العربية، وعدم الالتزام بالاتفاقات بين الدول العربية. فهل من المنطقي أن يمنح العرب إسرائيل "الكافرة" ما لا يمنحه بعضهم لبعض، أي سلاماً شاملاً وبعيد المدى وصلباً؟
· يطالب الغرب إسرائيل بالتعهد بتقديم "تنازلات مؤلمة" في هذه المنطقة الملأى بالنزاعات، والتي تُعتبر من أخطر المناطق في العالم، وتعارض أي سيادة غير إسلامية، وتضطهد وتدمر الأقليات المسيحية واليهودية وغيرها.
· وعلى عكس التوقعات الغربية، لم يظهر في الشارع العربي دلائل تشير إلى انتقاله إلى الديمقراطية. وفي الواقع فإن التوجه السائد هو معادٍ للديمقراطية ولأميركا وللكفار، ولذا فإنه أكثر خطراً.
· إن نشوء دولة فلسطينية في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] سيقرّب الشارع العربي الهائج من البطن الرخوة لإسرائيل، وسينفخ الروح من جديد في الإرهاب، وسيؤدي إلى القضاء على النظام الهاشمي الموالي للغرب في الأردن، وسيضيف صوتاً جديداً معادياً لأميركا في الأمم المتحدة، وسيرفع من حجم الوجود الروسي والصيني، ومن وجود كوريا الشمالية في حوض البحر الأبيض المتوسط.
· إن ما يقلق الفلسطينيين ليس حجم إسرائيل، وإنما وجودها. وكي تحافظ الدولة اليهودية على بقائها، فإنها بحاجة إلى الاحتفاظ بالسيطرة على مهد التاريخ اليهودي، أي يهودا والسامرة. ويتعين على إسرائيل من أجل مواجهة تحديات الشرق الأوسط، السيطرة على هضاب يهودا والسامرة المشرفة على "الخط الأخضر"، أي على منطقة تبعد نحو 15-25 كيلومتراً من ساحل البحر الأبيض المتوسط.
· إن هضاب يهودا والسامرة مثلها مثل هضبة الجولان بالنسبة إلى القدس وتل أبيب ومطار بن - غوريون و80 % من سكان إسرائيل وبناها التحتية. وتزداد أهمية هذه الهضاب كلما ازدادت حدة الاضطرابات التي تعصف بالشرق الأوسط. ومن هنا يمكن القول إن اقتراح الجامعة العربية ليس خطة للسلام، وإنما وصفة للانتحار.