نتنياهو: إسرائيل أقدمت في الماضي على شن عمليات عسكرية من دون أن تحظى بتأييد الولايات المتحدة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

صعّد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لهجتـه بشأن احتمال شن هجوم عسكري إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية.

وجاء ذلك في سياق الخطاب الذي ألقاه أمس (الأربعاء) في اجتماع خاص عقده الكنيست الإسرائيلي بناء على طلب وقعه 40 عضو كنيست لمناقشة أداء الحكومة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وقد أشار رئيس الحكومة فيه أيضاً إلى أن إيران هي التي تقف وراء التصعيد الأمني الأخير بين إسرائيل وقطاع غزة، ولذا فإن حكومته ما زالت ملتزمة كبح البرنامج النووي الإيراني بجميع الوسائل المتاحة لديها.

وأضاف أن إسرائيل أقدمت في الماضي على شن عمليات عسكرية من دون أن تحظى بتأييد الولايات المتحدة، مثل عملية قصف المفاعل النووي في العراق [في سنة 1981]، مؤكداً أن رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق مناحيم بيغن [الذي اتخذ قرار قصف هذا المفاعل النووي] أدرك في حينه جيداً أن هذه الخطوة ستجر حملة نقد دولية حادة، بما في ذلك من جانب الولايات المتحدة، لكنه مع ذلك أدى واجبه ودمر المفاعل النووي العراقي.

وتطرّق نتنياهو إلى جولة المواجهة العسكرية الأخيرة بين إسرائيل وبين عدة فصائل فلسطينية في قطاع غزة، فقال إن على إسرائيل أن تواجه الأوضاع في القطاع من خلال الدمج بين القدرات الهجومية والدفاعية والمناعة القومية، وأنه لا بد من القضاء عاجلاً أم آجلاً على القاعدة الإيرانية في غزة. وشدد نتنياهو على أن جميع الفصائل الفلسطينية في القطاع تحظى بدعم إيران وتأييدها، ولذا فإن امتلاك هذه الأخيرة أسلحة نووية يشكل تطوراً خطراً للغاية بالنسبة إلى إسرائيل.

ونقلت صحيفة "معاريف" (15/3/2012) عن مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى قولها إن رئيس الحكومة يحظى في داخل المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية بأغلبية تؤيد شن هجوم عسكري على إيران. وأشارت الصحيفة إلى أنه يوجد في الحكومة الإسرائيلية الحالية 14 وزيراً، ثمانية منهم مستعدون لدعم وجهة نظر نتنياهو وباراك بشن هجوم على إيران، وفي مقابل هؤلاء هناك ستة وزراء يعارضون ذلك، بينهم المعارضون في لجنة الوزراء الثمانية وهم: موشيه يعالون ودان مريدور وبيني بيغن وإيلي يشاي.

وأضافت الصحيفة أن عدة وزراء من هذا المجلس الوزاري المصغر أكدوا، في تصريحات خاصة أدلوا بها إلى الصحيفة تعقيباً على خطاب رئيس الحكومة في الكنيست أمس (الأربعاء)، أنه يبدو كما لو أنه خطاب الإعداد لشن هجوم عسكري إسرائيلي على إيران.

وقال مصدر سياسي رفيع المستوى في القدس للصحيفة إن نتنياهو مصمم على عدم الانتظار حتى موعد انتهاء انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة [في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل]، ذلك لأنه يعتقد أن الرئيس الأميركي باراك أوباما لن يهتم بمعالجة المشكلة النووية الإيرانية كما يجب في حال فوزه بولاية رئاسية ثانية.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" (15/3/2012) أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أكد أمس (الأربعاء)، في المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون في العاصمة الأميركية واشنطن، أن نافذة الفرص الدبلوماسية لحل المشكلة النووية الإيرانية آخذة في الانغلاق، وأنه يتعين على النظام في طهران أن يدرك أنه لا يوجد أمامه خيار سوى الاستجابة لمطالب الأسرة الدولية، وإلا فإنه سيتحمل نتائج تجاهل هذه المطالب. في الوقت نفسه شدد أوباما على أن المسار الدبلوماسي ما زال المسار المفضل من ناحيته، وأن هناك متسعاً من الوقت لكبح البرنامج النووي الإيراني بالوسائل الدبلوماسية.

وقالت الصحيفة إن تصريحات أوباما هذه تنطوي على رسالة موجهة إلى إسرائيل أكثر من كونها موجهة إلى إيران.