فشل الأميركيين والأوربيين في معالجة المشكلة السورية قد يدفعهم الى تحقيق إنجاز سياسي من خلال فرض حل الدولتين على إسرائيل
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

 

  • أقل ما يمكن قوله اليوم إن "معركة" العالم المتحضر ضد الحاكم السوري تبدو عالقة. فالرئيس الأميركي ينتظر قرار الكونغرس، ورئيس الحكومة البريطانية فشل في الحصول على دعم البرلمان. وحتى الآن لا يوجد دعم دولي أو داخلي لعملية أميركية تردع الأسد وتثبت أن الولايات المتحدة ما تزال زعيمة العالم الحر.
  • لقد تحدث الرئيس أوباما ووزير خارجيته ورئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون كثيراً عن ضربة مؤلمة ضد النظام في دمشق إذا استخدم سلاحاً كيميائياً. وكأنما يبدو مقبولاً لديهم قتل مئات الآلاف من السوريين بالسلاح التقليدي، وأن ما يقلقهم هو تكنولوجيا القتل وليس عمليات القتل الجماعي بحد ذاتها. ويبدو أنهم علّقوا آمالاً كبيرة على عملية عسكرية تبين أنهم غير قادرين على القيام بها أو أنهم لا يريدون القيام بها. وهكذا تسلقوا شجرة عالية جداً ولا يعرفون كيف ينزلون عنها.
  • لا تستطيع القيادة الأميركية السماح لنفسها بالبقاء على شجرة عالية أمام حائط مسدود. وحتى القيام بعملية عسكرية متأخرة ومحدودة لن يرمم القدرة على الردع.
  • والتخوف هو أن يحاول هؤلاء الزعماء، بدلاً من القيام  بالهجوم، النزول عن الشجرة وتسجيل نجاح ما يرمم الضرر الذي لحق بكرامتهم وذلك بمحاولة تحقيق "إنجاز" سريع يزيل الضعف والتردد اللذين طبعا معالجتهم للوضع في سورية، والذي هو نتيجة سلسلة من الأخطاء وقعوا فيها لدى قراءة الواقع في العالم العربي والإسلامي، خاصة في مصر، وبعد المعالجة الساذجة للموضوع النووي الإيراني.
  • يتعين على إسرائيل أن تأخذ في اعتبارها أن خيبة الأمل الأميركية والأوروبية الناتجة من المعالجة الخطأ للتحديات التي يطرحها عليهم العالم الإسلامي، يمكن أن ترتد بصورة خطرة في اتجاه إسرائيل، فالحاجة الملحة لأوباما وكيري والدول الاستعمارية في أوروبا إلى "إنجاز" ما قد يدفعهم إلى تحقيق "نجاح" ما في إسرائيل.
  • وبدلاً من أن يتحسن أمن إسرائيل نتيجة الضربة القاسية ضد سورية التي ستشكل رسالة ردع لإيران، ستكون النتيجة زيادة الضغط على إسرائيل في اتجاه "حل" الدولتين الذي لا علاقة له بالسلام، لكنه قد يبدو في نظر واشنطن ولندن السلم الذي يمكن بواسطته النزول عن الشجرة السورية.
  • يجب علينا أن نوضح بصورة قاطعة أن الحلول التي قد يقترحها الأميركيون والأوروبيون الخائبو الأمل لا يمكن أن تكون على حساب إسرائيل. وكخطوة أولى علينا أن نبعد عن العملية السياسية الأطراف الإسرائيلية المنساقة وراء الضغط الخارجي من أجل "حل" لا يشكل حلاً.