علمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن مصادر أمنية أميركية رفيعة المستوى وجهت نقداً صارماً إلى الخطاب الذي ألقاه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمام المؤتمر السنوي لمنظمة إيباك فجر أمس (الثلاثاء)، ولا سيما مقارنته ما حدث في معسكر الاعتقال النازي أوشفيتز في إبان الحرب العالمية الثانية بما يحدث حالياً في إيران [عرض نتنياهو في هذا الخطاب وثائق من سنة 1944 تثبت أن الولايات المتحدة رفضت طلباً تقدم به المؤتمر اليهودي العالمي لقصف هذا المعسكر، وذلك بحجة الخشية من أن يجر هذا القصف عمليات انتقام ألمانية مؤلمة، وأكد أن أي عمليات انتقام كهذه ما كانت ستلحق أضراراً بحجم الأضرار التي ألحقتها الكارثة التي حلت بيهود أوروبا].
وقال أحد هذه المصادر الأمنية الأميركية رفيعة المستوى إن ما قاله نتنياهو يعني أنه يخطط لشن هجوم عسكري على إيران، ذلك بأن من يقارن زعماء إيران بالزعيم النازي هتلر، ويحذّر من مغبة تكرار المحرقة النازية، إنما يفرض على نفسه تعهداً بشن هجوم عسكري.
من ناحية أخرى، ألقى وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا أمس (الثلاثاء) خطاباً أمام المؤتمر السنوي لمنظمة إيباك أكد في سياقه أن الولايات المتحدة ستلجأ إلى استعمال الخيار العسكري ضد إيران فقط في حال فشل جميع الخيارات الأخرى.
وأضاف بانيتا: "إن الخيار العسكري هو بمثابة آخر خيار بالنسبة إلى الولايات المتحدة، لكن على الجميع أن يكونوا متأكدين أننا لا ننوي احتواء موضوع حصول إيران على أسلحة نووية، وأن سياستنا تهدف في نهاية المطاف إلى منعها من الحصول على أسلحة كهذه."
وانضم رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون أمس (الثلاثاء) إلى الرئيس الأميركي، ودعا إسرائيل إلى عدم شن هجوم عسكري على إيران.
وأضاف كاميرون أن اللجوء إلى الخيار العسكري لكبح البرنامج النووي الإيراني لا يشكل مقاربة صحيحة في الوقت الحالي، ويجب منح فرصة للوسائل الدبلوماسية، مؤكداً أنه نقل موقفه هذا إلى كبار المسؤولين في إسرائيل.
على صعيد آخر ذكرت صحيفة "معاريف" (7/3/2012) أن مصدراً سياسياً إسرائيلياً رفيع المستوى في واشنطن قال لها إن رئيس الحكومة نتنياهو أقنع الرئيس الأميركي أوباما بضرورة تقصير أمد الجدول الزمني المتعلق بموضوع استنفاد الوسائل الدبلوماسية إزاء إيران، وأكد أن هذا الأمر أدى إلى تقليص الفجوات بين الدولتين بشأن الجدول الزمني المتعلق بالخيار العسكري.
وأشارت صحيفة "هآرتس" (7/3/2012) إلى أن رئيس الحكومة نتنياهو أعرب، في جميع اللقاءات التي عقدها في واشنطن مع كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية والكونغرس وزعماء الحزب الجمهوري، عن اعتقاده بعدم جدوى العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، وعدم قدرة الوسائل الدبلوماسية أو سياسة الحوار على التسبب بكبح برنامجها النووي. في الوقت نفسه أكد أن الأضرار التي ستنجم عن قصف إسرائيل بالصواريخ، في حال إقدامها على شن هجوم عسكري على إيران، ستبقى أصغر بما لا يُقاس من أضرار امتلاك هذه الأخيرة أسلحة نووية.
وأضافت الصحيفة أن زيارة نتنياهو للولايات المتحدة ولقاءه الرئيس أوباما لم يؤديا إلى تخفيف حدة الخلافات بين الدولتين بشأن النتائج المتوقعة لشن هجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية.