الولايات المتحدة فقدت رغبتها في التصرف كقوة عظمى
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

 

  • لو كانت الولايات المتحدة أعلنت يوم اعترفت بأن بشار الأسد استخدم السلاح الكيميائي أن العملية العسكرية ضده بحاجة إلى موافقة مسبقة من الكونغرس لكان هذا الإعلان أثار مشكلة صغيرة فقط. وفي الواقع، فإن باراك أوباما نفسه يعتقد أنه لا يحتاج إلى موافقة برلمانية لعملية تستهدف معاقبة الأسد على جريمة جماعية، ولا سيما بعدما تجاوز الرئيس السوري الخطوط الحمراء التي أعلنها الرئيس الأميركي نفسه.
  • يمكننا أن نتفهم رغبة أوباما في الحصول على دعم الكونغرس. فحرب فيتنام بدأت سنة 1964 بقرار من الكونغرس الذي سمح للرئيس ليندون جونسون باستخدام القوة العسكرية ضد الشيوعيين، وهذا ما أراده أوباما.
  • لكن خلال الحملة الدبلوماسية والسياسية التي خاضها أوباما في جميع أنحاء العالم، لم يذكر قط احتمال طلب دعم البرلمان الأميركي. وإذا كان ينوي ذلك، لماذا لم يفعل ذلك فوراً؟
  • إن اللجوء إلى مجلس النواب بدا لاحقاً وكأنه ذريعة، وبذلك ساهم أوباما نفسه وبقراراته الرديئة  في تأكل مكانة الولايات المتحدة، الدولة القوية الوحيدة العظمى في العالم. فإذا كان صحيحاً القول المأثور "الوطنية هي الملاذ الأخير للأوغاد"، يمكننا القول إن مجلس النواب هو الملاذ الأخير للمتردد.
  • لم يطلب من مجلس النواب الأميركي  منه موافقته على القرار، وقد فرض الرئيس أوباما على النواب الأميركيين أن يحسموا في موضوع معرفتهم المهنية به محدودة ومرتبطة في جزء منها باعتبارات سياسية لا أهمية لها.
  • أوباما هو نسخة عن الرئيس الـ 39 للولايات المتحدة عن جيمي كارتر. لقد تسبب كارتر في إسقاط شاه إيران لصالح نظام آيات الله، في حين ساهم أوباما في تنحي حسني مبارك، وها هو اليوم لا يكف عن مضايقة الجنرال عبدالفتاح السيسي من خلال دعمه المستغرب لحكومة الإخوان المسلمين.
  • على الشعوب الراغبة في الانضمام الى المجتمع المتحضر الديمقراطي تحت المظلة الأميركية أن تنتبه إلى مشكلة مزدوجة: المشكلة الأولى، وهي صعبة، هي أن الولايات المتحدة فقدت الرغبة في أن تلعب دورها كقوة عظمى. وفي الواقع، فإن هذا الضعف هو الذي دفع البريطانيين والكنديين والألمان إلى التهرب من الدخول في الائتلاف عشية الهجوم على سورية.
  • أما المشكلة الثانية، وهي أصعب من الأولى، فهي أن التهرب الأميركي من القيام بالهجوم لم يأت بعد صمت الرئيس أوباما، بل على العكس جاء بعد أن وضع خطوطاً حمراء وجعلها ذريعة للحرب. وهذا أكثر ضرراً.
  • لقد طلب أوباما من العالم ومن إسرائيل الاعتماد عليه بعدم السماح بتطوير قنبلة نووية إيرانية. كما اقترح الرئيس الأميركي على إسرائيل إبداء المرونة لأنه سيبقى يقظاً ولن يتساهل في الموضوع. لكن ما فائدة هذه التعهدات؟
  • حتى لو أمر أوباما بالهجوم ضد الأسد بعد مرور عشرة أيام أو 12 يوماً، فإنه لن يتمكن من إصلاح الضرر الحاصل إلا بصورة جزئية فقط.