عاموس يادلين: يجب تحضير خطة بديلة في حال فشل المفاوضات مع الفلسطينيين
المصدر
معهد دراسات الأمن القومي

معهد أبحاث إسرائيلي تابع لجامعة تل أبيب. متخصص في الشؤون الاستراتيجية، والنزاع الإسرائيلي -الفلسطيني، والصراعات في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك لديه فرع خاص يهتم بالحرب السيبرانية. تأسس كردة فعل على حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973، بقرار من جامعة تل أبيب؛  وبمرور الأعوام، تحول إلى مركز أبحاث مستقل استقطب مجموعة كبيرة من الباحثين من كبار المسؤولين الأمنيين، ومن الذين تولوا مناصب عالية في الدولة الإسرائيلية، بالإضافة إلى مجموعة من الأكاديميين الإسرائيليين، وهو ما جعله يتبوأ مكانة مرموقة بين المؤسسات البحثية. يُصدر المعهد عدداً من المنشورات، أهمها "مباط عال" و"عدكان استراتيجي"، بالإضافة إلى الكتب والندوات المتخصصة التي تُنشر باللغتين العبرية والإنكليزية.

المؤلف

 

  • [أجرى محرر موقع Walla الإلكتروني مقابلة مع مدير معهد  دراسات الأمن القومي عاموس يادلين شارك فيها غلعاد شير أحد كبار الباحثين في المعهد، تناولت أفق المفاوضات مع الفلسطينيين، ننقل في ما يلي أهم ما جاء فيها].
  • قال يادلين في المقابلة: "نأمل كثيراً أن تنجح المفاوضات هذه المرة، لكن في تقديرنا أن حظوظ ذلك ضئيلة. فمن أجل التوصل إلى اتفاق ثمة ضرورة لوجود زعامة شجاعة لدى الجانبين. إذ سيكون مطلوباً من الجانب الإسرائيلي الموافقة على دولة فلسطينية استناداً إلى حدود 1967 مع تبادل للأراضي مع وجود فلسطيني في القدس الشرقية. كما سيكون مطلوباً من الجانب الفلسطيني الموافقة على إعلان نهاية النزاع، وعلى ترتيبات أمنية صارمة ستحتفظ بها إسرائيل، وعلى التنازل عن حق العودة. ومن بين جميع هذه البنود، الأمر الوحيد الظاهر اليوم هو موافقة إسرائيلية على الفكرة التي تستند إلى دولتين لشعبين. وهذا ليس كافياً".
  • وعندما سئل يادلين ما الذي سيجري خلال تسعة أشهر من المفاوضات أجاب: "إن الحد الأقصى الذي يستطيع أحد الطرفين تقديمه لا يصل إلى الحد الأدنى الذي يطالب به الطرف الآخر. لقد قبل الطرفان التفاوض لأن ثمن عدم الدخول في المفاوضات كان باهظاً جداً، ذلك لأن الأميركيين كانوا سيتهمون الطرف الرافض للتفاوض بالمسؤولية عن فشل الاتصالات. إلى جانب ذلك، فقد حصل الطرفان من الأميركيين على رسائل جانبية تتضمن اعترافاً للإسرائيليين بأن إسرائيل دولة يهودية، واعترافاً للفلسطينيين بحدود 1967. وكان هذا كافياً للدخول إلى غرفة المفاوضات، لكنه لا يكفي للخروج من هذه الغرفة بحل".
  • في تقدير يادلين أن على إسرائيل استنفاد العملية السياسية، وأن عليها أن تقدم للفلسطينيين اقترحاً "صادقاً وسخياً"، هو ما بين الاقتراح الذي قدمه إيهود باراك في قمة كامب ديفيد سنة 2000 والاقتراح الذي طرحه إيهود اولمرت سنة 2008 [في محادثات أنابوليس].
  • لكن يادلين وشير يعتقدان أيضاً بأن على إسرائيل القيام بمبادرة مستقلة لترسيم حدودها. وأضاف يادلين: "إذا كانت إسرائيل تريد أن تبقى دولة يهودية وديمقراطية وآمنة، يجب ألا نترك الفلسطينيين يحددون مصيرنا. وعلى إسرائيل البدء بإعداد خطة بديلة، خطة "ب"، تتألف من عنصرين أساسيين: خطوات مستقلة في الضفة الغربية؛ وترتيبات أمنية صارمة بالتنسيق مع العالم".
  • وأَضاف يادلين: "مما لاشك فيه أنه منذ الانسحاب من غزة [سنة 2005] اكتسبت الخطوات الأحادية الجانب معنى سلبياً. لكن من جهة أخرى عندما أسأل الكثير من الأشخاص في إسرائيل، وبينهم من ينتمون إلى اليمين، إذا كان أحدهم يرغب في العودة إلى غزة، أجد أن لا أحد يرغب في ذلك. وما يمكن قوله إن تحديد حدودنا بأنفسنا ليست فكرة سيئة. لكن من دون شك يجب أن نشدد على الترتيبات الأمنية التي يجب القيام بها وعلى التعاون مع العالم وتحديداً الولايات المتحدة".
  • وسئل يادلين عن رأيه في عمل الجنرال الأميركي جون ألن الذي يقوم حالياً بالتعاون مع كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي في تحديد الحاجات الأمنية لإسرائيل في حال الانسحاب من الضفة، فأجاب: "أعرف الجنرال ألن جيداً، وهو رجل جدي ومتواضع وعميق جداً. وفي اعتقادي أن إسرائيل والولايات المتحدة سبق أن توصلتا في الماضي إلى اتفاقات في الموضوع الأمني، لكن لدى وصول الاتفاقات إلى الطبقة السياسية أهملت.  هذه المرة شدد رئيس الحكومة نتنياهو على الترتيبات الأمنية، وفي رأيي أن هذا سيكون الموضوع الأول أو الثاني الذي سيطرح في إطار المفاوضات".
  • لكن يادلين يشدد على أن المفاوضات لن تؤدي إلى اتفاق مع الفلسطينيين، وأن الاتفاقات التي جرى التوصل إليها بين إسرائيل والأميركيين بشأن الترتيبات الأمنية يمكن أن تستخدمها إسرائيل  في خطواتها المستقلة.
  • وسئل هل يعتقد أن نتنياهو قادر على تنفيذ خطة تشمل إخلاء مستوطنات تقع خارج جدار الفصل؟ فأجاب: "لديه أغلبية في الكنيست، وتشير استطلاعات الرأي والدراسات إلى أن لديه أغلبية وسط الجمهور. بالطبع سيكون عليه إقناع الجمهور بأن التريبات الأمنية هي إنجاز متين وموثوق به"، وتابع "أعلم أن الجمهور الإسرائيلي يدرك أن استمرار الوضع القائم يفرض على إسرائيل الاختيار بين كونها دولة يهودية أو دولة ديمقراطية، وأعتقد أنه إذا قدم رئيس الحكومة ترتيبات أمنية جيدة سيحظى بدعم الجمهور حتى حيال خطوات قاسية".
  • وفي رأيه أن ما يميز الخطوات المستقلة أنها ستسمح لإسرائيل بتحديد حدودها بنفسها بما يتلاءم مع مصالحها الأمنية.
  • وسئل يادلين عن إمكانية القيام بمثل هذه الخطوة في ظل عدم الاستقرار في المنطقة فقال: "إن عدم الاستقرار يشكل أحد أسباب الإصرار على الترتيبات الأمنية الصارمة التي ستطبق بتنسيق دولي. إلى جانب ذلك، يجب النظر إلى المصالح المشتركة بين إسرائيل وجزء من الدول في المنطقة في ضوء الظروف الجديدة، وأقصد الأردن ومصر في ظل الحكم الجديد، ودول أخرى لدينا مصالح مشتركة معها على الصعيد الأمني".
  • وسئل عن تأثير المفاوضات مع الفلسطينيين على الموضوع النووي الإيراني، فأجاب: "لا علاقة بين الموضوعين برغم أن كل واحد منهما مهم جداً بالنسبة لأمن إسرائيل. ولا أعتقد أن تحرك العملية التفاوضية سيدفع الأميركيين إلى إعطائنا الضوء الأخضر لقصف إيران، أو لإرسال قاذفاتهم B2 لقصف إيران. لكنني أجد علاقة بين الموضوعين على مستوى الثقة بين الزعيمين، فمضي نتنياهو في طريق المفاوضات سيقوي الثقة بينه وبين الرئيس أوباما، ومن الصعب عدم المبالغة في أهمية وجود ثقة في العلاقات بين رئيس حكومة إسرائيل ورئيس الولايات المتحدة".