على الولايات المتحدة أن تتصرف إزاء سورية باعتبارها شرطي العالم
تاريخ المقال
المصدر
- لا شك في أن مشاهد الضحايا الذين سقطوا بالسلاح الكيميائي في سورية تعيد إلى ذهن كل يهودي في العالم مشاهد المحرقة النازية التي تعرّض لها شعبنا قبل 70 عاماً. ولذا، فإن رغبة أي يهودي في أن يتم التدخل في سورية من أجل وقف المذبحة التي تنفذ في هذا البلد، رغبة إنسانية صادقة.
- في الوقت عينه لا بد من القول إن عدم قيام الأسرة الدولية بقيادة الولايات المتحدة بالرد على استخدام النظام السوري السلاح الكيميائي قد يعتبر بمثابة منح شرعية لاستخدام سلاح كهذا الآن وفي المستقبل. ولذا يتعين على الولايات المتحدة ألا تخشى من أن تتصرّف في هذا الشأن باعتبارها شرطي العالم.
- ويصبح تدخل الولايات المتحدة ملحاً أكثر في ضوء الدور الذي تقوم به كل من روسيا والصين في مجال الدفاع عن نظام بشار الأسد وخصوصاً في الأمم المتحدة، الأمر الذي جعل هذه المنظمة الدولية مشلولة بالكامل. وبطبيعة الحال، فإن بإمكان الولايات المتحدة أن تجند إلى جانبها الدول الأوروبية وتركيا، وبإمكانها أن تجند أيضاً عدة دول عربية تعارض ضلوع كل من إيران وحزب الله في الحرب الأهلية الدائرة في سورية.
- ومن المهم أن تكون ردة فعل الولايات المتحدة على استخدام نظام الأسد السلاح الكيميائي سريعة ومحدودة، ولا يتعين عليها أن تكون شاملة أو أن تتضمن عملية عسكرية برية. لكن في الوقت عينه لا يجوز ألا تتضمن شن هجوم على أهداف تابعة للنظام السوري بهدف ردعه عن استخدام سلاح كيميائي أو نقله إلى جهات "إرهابية".
- وعلى إسرائيل ألا تكون طرفاً في ردة الفعل هذه، بل أن تستمر في تنسيق المواقف مع الولايات المتحدة وأن تقدّم المساعدات الاستخباراتية المطلوبة، لكن بموازاة الحرص على منع نقل أي سلاح متطور أو كيميائي من ترسانة الأسلحة السورية إلى حزب الله في لبنان.