نقاط الخلاف بين نتنياهو وأوباما في المسألة النووية الإيرانية
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

·       من المحتمل ألاّ نعرف في وقت قريب التفصيلات الدقيقة والمهمة لما جرى في الاجتماع بين نتنياهو وأوباما، لكن يبدو واضحاً منذ الآن أن الخلافات في الرأي بين أميركا وإسرائيل ما زالت على حالها على الرغم من وجود بعض الأمور المتفق عليها. فعلى سبيل المثال، يتفق أوباما ونتنياهو على ضرورة منع إيران من الحصول على القدرة النووية، كما تتفق أميركا وإسرائيل على حق إسرائيل في ممارسة سيادتها والقيام بضربة وقائية للدفاع عن نفسها. لكن، هنا ينتهي الأمر، ويبدأ الخلاف وتظهرالشكوك المتبادلة.

·       يتخوف الأميركيون من أن تكون إسرائيل قد اتخذت قرارها [بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية]، ويجدون مؤشرات كثيرة تدل على ذلك. وترى بعض التقديرات الأميركية أن نية إسرائيل مهاجمة إيران في الصيف المقبل ليست مجرد مناورة، وليس المقصود هنا عملية تهويل.

·       من جهة أخرى، يعرف الأميركيون نتنياهو معرفة جيدة، ويعلمون أنه لم يقرر بعد، وأن لا شيء نهائي حتى الآن، وأن أي قرار قد يتغير في اللحظة الأخيرة.

·       لقد بذل الرئيس أوباما كل ما في وسعه لإقناع نتنياهو بأن الهجوم الإسرائيلي على إيران في الصيف المقبل لن يحقق الهدف، بل على العكس، سيؤدي إلى كارثة لها تأثيرها التاريخي على إسرائيل ومستقبلها. وهذا ما لمّح إليه أوباما في الخطاب الذي ألقاه أمام منظمة إيباك، إذ حاول إقناع نتنياهو بأن أميركا تملك عصا غليظة حقيقية، لافتاً إلى التقارير التي تحدثت عن امتلاك الولايات المتحدة قنابل قادرة على اختراق المنشآت الموجودة تحت الأرض.

·       في المقابل أطلع نتنياهو الرئيس الأميركي على معلومات جديدة تشير إلى أن البرنامج النووي الإيراني حقق تقدماً كبيراً، وأن الإيرانيين يستطيعون اتخاذ قرارهم بـ "الاندفاع" نحو السلاح النووي في وقت يكون فيه الغرب غير مستعد لذلك، الأمر الذي سيساعد النظام الإيراني في النجاح في سباقه نحو امتلاك القنبلة النووية. ومما قاله نتنياهو إنه، في حال حدوث ذلك، وحتى لو قرر الغرب أن يتحرك فإن الأمر سيكون متأخراً للغاية، وحتى أميركا القوية لن تستطيع أن تسمح لنفسها بمهاجمة دولة تملك صاروخاً بعيد المدى مزوداً برأس نووي.

لقد بقيت الخلافات في الرأي بين نتنياهو وأوباما على حالها. فلم يتعهد أوباما بالقيام بهجوم أميركي في ربيع سنة 2013، لكنه تعهد بمنع إيران من الحصول على القدرة النووية، الأمر الذي لم يرض نتنياهو تماماً. ولقد شرح أوباما لنتنياهو اختلاف الخط الأحمر الأميركي عن الخط الأحمر الإسرائيلي، موضحاً له القدرات العسكرية الأميركية، وملوّحاً بأنه سيكون من الأسهل عليه، خلال ولايته الثانية، الدخول في مغامرة عسكرية جديدة. وقد أصغى نتنياهو لكلام أوباما، لكنه لم يقتنع أبداً. لذا، فإن شيئاً لم يتغير بعد هذا الاجتماع. 

 

المزيد ضمن العدد 1370