من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· خلال الفترة 2004-2006 شاركتُ في الاتصالات السرية، غير الرسمية، التي جرت مع مندوبين عن النظام السوري بهدف درس إمكان التوصل إلى اتفاق سلام. وخلال المفاوضات، التي جرت بصورة متقطعة برعاية تركية وسويسرية، برز جدل بين الطرفين، فقد طالب الإسرائيليون سورية بالقيام بمبادرات حسن نية تسمح بتغيير الأجواء السائدة في إسرائيل تجاهها، فرد بشار الأسد على الطلب من خلال موفديه قائلاً: لن أفعل شيئاً قبل استرجاع الجولان. وما لبثت هذه المفاوضات أن تحولت إلى مفاوضات رسمية مع مرور الوقت، قبل أن تنهار في كانون الثاني/ يناير 2009 بسبب عملية "الرصاص المسبوك" ضد غزة.
· والآن أستطيع أن أقول لبشار الأسد رسمياً إنه مهما فعل فلن يسترجع الجولان. وفي حال تفاوضنا مع سورية في المستقبل (وأعتقد أن هذا سيحدث يوماً ما) فإن هذه المفاوضات لن تكون مع بشار الأسد ولا مع النظام الذي يترأسه.
· ليس من السهل عليّ قول هذا الكلام، ولا سيما أنني أسستُ قبل خمسة أعوام "حركة السلام الإسرائيلية – السورية"، لكنني مقتنع اليوم بأن الأسد فقد شرعيته كحاكم، وفقد بالتالي حقه في المطالبة بالجولان في حال نجح في البقاء في الحكم.
· من الصعب على إسرائيل اليوم اتخاذ خطوة مهمة تجاه الأزمة السورية، وهذا أمر مؤسف. فخلال الأعوام الأخيرة قررت حكومتنا توطيد علاقاتها مع العالم الغربي، ولا سيما مع أوروبا الشرقية، ولم تسعى لتعزيز شرعية إسرائيل في الشرق الأوسط. ومن أبرز الأمثلة على ذلك التدهور الكبير في علاقاتنا مع تركيا والضرر الذي نتج من ذلك. واليوم نضطر إلى المحافظة على الصمت تجاه الحرب الأهلية البشعة التي تدور على بعد بضعة كيلومترات من حدودنا، خوفاً من أن يؤدي تدخلنا إلى جانب طرف من أطراف النزاع إلى إلحاق الضرر السياسي به.
· وإذا كنا نحن تحديداً، الأقرب جغرافياً والأقوى عسكرياً والذين تصدمنا أعمال القتل التي تجري على مقربة منا، لا يمكننا التدخل، فمن يستطيع أن يتدخل فيما يجري في سورية؟ نحن نرى كيف يقف العالم الغربي صامتاً إزاء ما يجري في سورية ، ولا سيما الولايات المتحدة البعيدة جغرافياً، والمرهقة بسبب الحروب التي خاضتها في القرن الماضي، والمشغولة بمعالجة مشكلاتها الاقتصادية والسياسية الداخلية.
· على الحكومة الإسرائيلية، إلى جانب التعبير عن أسفها على آلاف القتلى الذي يسقطون في سورية وتوجيه الاتهامات إلى الأسد، أن تتحرك على الصعيد الإنساني وأن تستعد علناً ومن دون تأخير لإيواء المواطنين السوريين من سكان الجولان، وتقديم المساعدة الطبية والإنسانية لكل مواطن سوري يرغب في ذلك.
ليس لدينا ما نخسره، فإذا لم يتجاوب السوريون مع يدنا الممدودة إليهم، نكون عل الأقل قد عبرنا عن نياتنا الطيبة، وفي حال أبدى المواطنون السوريون استعدادهم للمجيء إلى الجولان من أجل الحصول على ملاذ موقت، فإننا نكون بذلك قد نجحنا في تغيير الأجواء التي تسود علاقتنا بالشعب السوري لمدى أجيال عديدة.