جدد الرئيس الأميركي باراك أوباما التزام الولايات المتحدة الحفاظ على أمن إسرائيل وتفوقها العسكري، وذلك عشية اللقاء الذي من المتوقع أن يعقد في الساعة السادسة من مساء اليوم (الاثنين) بتوقيت إسرائيل بينه وبين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض.
وجاء تجديد هذا الالتزام في الخطاب الذي ألقاه أوباما مساء أمس (الأحد) أمام المؤتمر السنوي لمنظمة إيباك [اللوبي اليهودي الأميركي المؤيد لإسرائيل]، والذي أكد في سياقه أيضاً أن الولايات المتحدة ستبذل كل ما في وسعها كي تحافظ على التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي في منطقة الشرق الأوسط، نظراً إلى أن إسرائيل بحاجة دائماً إلى امتلاك قدرات عسكرية كبيرة كي تدافع عن نفسها في مواجهة الأخطار المتعددة التي تهددها.
وأضاف الرئيس الأميركي أن الولايات المتحدة مصممة في الوقت الحالي وأكثر من أي وقت مضى على أن تحافظ على أمن إسرائيل وشرعيتها بسبب وجود البرنامج النووي الإيراني، لافتاً إلى أن أي حكومة في إسرائيل لا يمكنها أن تتعايش مع حقيقة وجود سلاح نووي في يد نظام مثل النظام الإيراني الذي ينكر المحرقة النازية، ويهدد بمحو إسرائيل من الخريطة، ويدعم منظمات "إرهابية" تسعى للقضاء على إسرائيل. وفي الوقت نفسه شدد على أن تحوّل إيران إلى دولة نووية يناقض المصالح الأمنية الأميركية لا أقل من مناقضته المصالح الأمنية الإسرائيلية، وهذا الأمر حدا به إلى أن يتعهد أمام الشعب الأميركي في مستهل ولايته الرئاسية باستعمال جميع الوسائل التي في حيازة الولايات المتحدة، بما في ذلك الوسائل العسكرية، لمنع إيران من أن تتحول إلى دولة نووية.
وأكد أوباما أن العقوبات الشديدة المفروضة على إيران أدّت إلى تباطؤ برنامجها النووي، وإلى تعطيل نموها الاقتصادي، وأنه من المتوقع تشديد وطأة هذه العقوبات خلال العام الحالي، معرباً عن اعتقاده أن الوسائل الدبلوماسية المقرونة بممارسة ضغوط اقتصادية كبيرة يمكنها أن تكبح البرنامج النووي الإيراني.
وأشار إلى أن التقديرات الموجودة لدى كل من الولايات المتحدة وإسرائيل تفيد بأن إيران لا تملك أسلحة نووية بعد.
وكرر أوباما أنه لا يستبعد لجوء الولايات المتحدة إلى أي خيار لكبح البرنامج النووي الإيراني في حال استمرار النظام في طهران في دفعه قدماً، وأن إسرائيل تملك الحق الكامل في أن تتخذ أي قرار يتعلق بالحفاظ على أمنها القومي، كما أن من حق الولايات المتحدة أن تلجأ إلى استعمال القوة العسكرية للدفاع عن مصالحها القومية والاستراتيجية.
ونوّه الرئيس الأميركي بأن تواتر الحديث في الآونة الأخيرة بشأن احتمال شن هجوم عسكري على إيران لكبح برنامجها النووي يخدم النظام في طهران، ويضعف التحالف الدولي القائم ضدها.
وفي إثر خطاب أوباما عقد لقاء على هامش مؤتمر إيباك بينه وبين رئيس الدولة الإسرائيلية شمعون بيرس.
وقال بيرس في ختام اللقاء إن أوباما ذهب في خطابه إلى أقصى حد يمكن الذهاب إليه من ناحية تأييد إسرائيل، وأوضح جميع المبررات التي تستلزم الامتناع من شن هجوم عسكري على إيران.
من ناحية أخرى، قال مقربون من رئيس الحكومة نتنياهو إن خطاب أوباما لم ينطو على توجيه تهديد حاد كاف إلى إيران، وإن الهدف الأساسي من هذا الخطاب كان الرد على الادعاءات القائلة إن الرئيس الأميركي غير مؤيد بما فيه الكفاية لإسرائيل.
وكان مسؤولون كبار في الإدارة الأميركية قد أكدوا، في نهاية الأسبوع الفائت، أنه من غير المتوقع أن يوجه الرئيس أوباما تهديداً علنياً بشن هجوم عسكري على إيران في حال عدم تخليها عن برنامجها النووي العسكري كما تطالب إسرائيل. غير أن هؤلاء المسؤولين أشاروا إلى أن أوباما سيشدد في الخطاب الذي سيلقيه أمام المؤتمر السنوي لمنظمة إيباك، وكذلك خلال اللقاءين اللذين سيعقدهما مع كل من رئيس الدولة الإسرائيلية شمعون بيرس، ورئيس الحكومة نتنياهو، على أن إسرائيل لن تواجه بمفردها البرنامج النووي الإيراني، وأن لدى الولايات المتحدة خطوطاً حمراً بشأن هذا البرنامج، وسيوضح لرئيس الحكومة أن إدارته مصممة على منع إيران من أن تتحول إلى دولة نووية، لكنها تعتقد أنه ما زال هناك متسع من الوقت لتنفيذ هذا الأمر من خلال العقوبات الاقتصادية والوسائل الدبلوماسية.
وقالت مصادر مقربة من رئيس الحكومة إن نتنياهو سيطلب خلال اللقاء مع الرئيس الأميركي ضمانات تكفل حصول إسرائيل، في حال امتناعها في الوقت الحالي من شن هجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية، على مساعدات عملانية وتأييد سياسي من جانب الولايات المتحدة إذا ما قررت شن هجوم كهذا في المستقبل.