سبل دمج الحريديم [المتدينين المتشددين] في المجتمع الإسرائيلي
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

·       لقد سعى بن - غوريون لبناء إسرائيل كمجتمع نموذجي يستند إلى رؤيا نبوئية. وفي تشرين الأول/ أكتوبر 1952 وافق بن - غوريون بعد لقائه زعيم الحريديم الحاخام كارليتز على إعفاء نحو 400 تلميذ متدين من الخدمة العسكرية الإلزامية. وفي سنة 1963، أرسل بن - غوريون رسالة إلى رئيس الحكومة آنذاك ليفي أشكول قال فيها أنه يشعر بأنه أخطأ [بإعفاء المتدينين من الخدمة الإلزامية]. واليوم يبلغ عدد المتدينين الذين يتهربون من أداء الخدمة العسكرية عشرات الآلاف.

·       توجد علاقة وثيقة بين مشكلة الخدمة العسكرية وبين حجم المشاركة في سوق العمل. ولهذا الأمر أهمية اقتصادية تنعكس في الناتج الخام وتقدر بمليارات الدولارات سنوياً. في بداية حكم مناحم بيغن كانت نسبة مشاركة اليهود الحريديم في اليد العاملة توازي نسبة العلمانيين، لكن في إثر الاتفاقات الإئتلافية التي وقعها بيغن مع الحريديم انخفضت نسبة مشاركة هؤلاء في اليد العاملة إلى 35٪، في مقابل نسبة تقدر بنحو 80٪ للعلمانيين والمتدينين تقليدياً.

·       في حال استمرار التوجهات التي طبعت إسرائيل في العقد الأخير، من المنتظر بعد 30 عاماً أن يصبح أكثر من 70٪ من تلامذة المدارس في التعليم الأساسي من الحريديم والعرب. وستجد إسرائيل نفسها في المستقبل غير البعيد مقسمة إلى كانتونات، الأمر الذي سيقضي على الرؤيا الصهيونية.

·       يتعين علينا العمل من أجل إخراج إسرائيل من هذا المسار الخطر الذي تسير فيه، ويجب أن يحدث هذا على مراحل، وبمشاركة أبناء الطائفة الحريدية التي يعبّر بعض زعمائها في جلسات مغلقة عن خوفهم من أن يؤدي هذا المسار إلى كارثة حتى بالنسبة إليهم.

·       بعد القرار الذي اتُخذ بوقف تطبيق قانون طال في تموز/يوليو المقبل، فإنه يتعين على الحكومة إنهاء العمل بهذا القانون الذي من جملة أخطائه الجسيمة أنه يسمح لتلامذة اليشيفوت [المدارس الدينية] بالحصول على راتب أعلى من الراتب الذي يحصلون عليه في الخدمة العسكرية والمدنية. من هنا، يجب إلغاء التقديمات التي تمنحها الدولة للذين لا يعملون، وزيادة المخصصات لتجنيد الحريديم زيادة كبيرة، كما يجب العمل على تطوير خطة للتأهيل المهني تعيد الحريديم إلى دائرة العمل، مثلما يحدث في لندن أو نيويورك، مع مراعاة نمط حياتهم، كذلك يجب زيادة المخصصات لخدمتهم العسكرية والمدنية. 

إننا نقف أمام منعطف يتطلب منا أن نجعل التهرب من الخدمة العسكرية أمراً غير مربح وأن نشجع على أدائها. قد لا نصل أبداً إلى تحقيق المساواة الكاملة، لكن يمكننا أن نجعل من يخدم أكثر يحصل على تعويضات أكبر.