الجيش الإسرائيلي يبذل جهده لتهدئة مخاوف الإسرائيليين ويستعد لأسوأ السيناريوات
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

 

  • يسعى الجيش الإسرائيلي إلى تهدئة الأجواء الهستيرية التي يشيعها مشهد تدفق الناس على مراكز توزيع الأقنعة الواقية. وعلى الرغم من الظل الكثيف الذي تثيره الذكرى الأربعين لحرب يوم الغفران [حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973]،  ففي تقدير الجيش الإسرائيلي أن احتمال انجرار إسرائيل إلى المواجهة التي تقترب بين الولايات المتحدة وسورية ضئيل. لكن على الرغم من ذلك، فالاستعداد مطلوب، وهذا هو السبب الذي دفع المجلس الوزاري في جلسة خاصة عقدها أمس إلى إقرار سلسلة من الخطوات الطارئة.
  • إن توقيت الهجوم الأميركي على سورية مرتبط اليوم بتطورين: الأول مرتبط بسوريه وما يمكن أن تفعله قبل القصف المنتظر؛ والثاني ما يمكن أن يحدث من بعده. في هذه المرحلة يبدو أنه من الصعب على الولايات المتحدة أن تقصف قبل مغادرة مراقبي الأمم المتحدة سورية.  الإدارة الأميركية  تفضل إنهاء المسألة قبل انعقاد المؤتمر الدولي الذي يشارك فيه الرئيس الأميركي باراك أوباما منتصف الأسبوع المقبل، لذا فإن الموعد المرتقب للهجوم هو ما بين يوم الخميس وحتى يوم الاثنين. في هذه الأثناء من المنتظر أن يحاول نظام الأسد عرقلة رحيل المراقبين من أجل ضمان بقائه، كما من المنتظر أيضاً أن توافق واشنطن على مساع للتوصل إلى تسوية دبلوماسية في اللحظة الأخيرة.
  • بعد التحذيرات التي أطلقها بالأمس رئيس الحكومة ووزير الدفاع ورئيس الأركان، جاء دور التهدئة. إذ تحاول إسرائيل أن تشرح لمواطنيها أنها ليست طرفاً في ما يحدث، وأن الهجوم  شأن أميركي، وأن ثمة احتمالاً ضئيلاً لحدوث تدخل إسرائيلي في حال قرر الرئيس الأسد الانتقام من الهجوم الأميركي بمهاجمة أهداف إسرائيلية.
  • إن الخبراء الاستخباراتيين يستبعدون حدوث مثل هذا السيناريو، لأنه في رأيهم سيؤدي إلى نتيجة معاكسة لتلك التي يريدها الأسد. فمن مصلحة النظام السوري تقصير مدة المواجهة مع الأميركيين واحتواء الأضرار والعودة إلى صراعه ضد الثوار. فإذا نقل النظام الصراع ضد إسرائيل، فإنه سيعرض بقاءه للخطر بل وحتى بقاء الرئيس شخصياً.
  • ولكن على الرغم من هذا كله، فإن إسرائيل تستعد للسيناريو الأسوأ. فقد سمح المجلس الوزاري المصغر للجيش بدعوة بعض فرق الاحتياطي وطواقم خاصة. وتقرر أن يستدعى في هذه الفترة نحو ألف جندي إلى قيادة الجبهة الداخلية وإلى منظومة الدفاع الجوي والقيادات المختلفة في سلاح الجو وشعبة الاستخبارات. وفي الوقت عينه سينشر تدريجياً بطاريات الصواريخ الاعتراضية "القبة الحديدية". وقد نُصبت بطاريتان في منطقة الشمال، ويجري درس نصب بطارية ثالثة.
  • ورفعت قيادة المنطقة الشمالية في الجيش درجة التأهب في الفرق المنتشرة على طول الحدود. وتتوقع إسرائيل أن يقوم الأميركيون بإخطارها مسبقاً بموعد الهجوم، لكن هذا قد يجري قبل ساعات معدودة من القصف، خوفاً من تسرب المعلومات.
  • ما لا تقوله المؤسسة العسكرية للجمهور بصوت عال وواضح، هو أنها لا تملك ما يكفي من الأقنعة الواقية للجميع. حتى في الأزمة الحالية، فإن نحو 60% فقط من المواطنين مزودون بأقنعة واقية. ولم تخصص الحكومة ميزانية لإنتاج أقنعة جديدة يمكن أن تلبي طلب الجميع، وليس في إمكان  المصانع تلبية الزيادة  الكبيرة في الطلب على الأقنعة خلال وقت قصير.