على إسرائيل الاستعداد لمواجهة احتمالات التصعيد على الجبهة الشمالية مع لبنان
تاريخ المقال
المصدر
- يرافق احتمال التدخل الأميركي في سورية حالة من عدم اليقين بشأن التطورات التي قد تحدث وتأثيراتها الإقليمية والدولية. لذا يتعين على إسرائيل أن تقرأ بصورة مسبقة خارطة المصالح، وأن تستعد أيضاً لإمكانية حدوث تصعيد على الحدود الشمالية.
- واجه نظام الأسد منذ وصول الرئيس الحالي إلى الحكم مجموعة من التحديات الجوهرية على صعيد السياسة الداخلية والاجتماعية والاقتصادية. وتأثرت سورية مثلها مثل جميع دول المنطقة بأحداث 11 أيلول/سبتمبر 2001 التي أدت إلى تغييرات حادة في المشهد الدولي والشرق أوسطي، وإلى بلورة جدول أعمال جديد في الساحتين العربية والدولية.
- في المقابل، شهدت المنطقة أيضاً نتائج الانسحاب الإسرائيلي من لبنان [سنة 2000]. فقد أدى هذا الانسحاب إلى تعزيز النظرية السورية المقاومة لإسرائيل والقائلة إن "المقاومة" الطويلة الأمد ستؤدي إلى التأكل التدريجي لإسرائيل. وعبرت سورية عن رضاها عن حزب الله من خلال توسيع وتعميق المساعدة السورية للحزب ورفع مستوى الحزب إلى درجة الحليف الاستراتيجي. واستطاع حزب الله بقدراته غير التقليدية التي زودته بهاسورية وحلفاؤها، إقامة نوع من "توازن الرعب" بينه وبين إسرائيل.
- في هذه الأيام ومع تزايد الدعوات إلى تدخل دولي وعملية عسكرية ضد الأسد، فإن المطلوب من القيادة العسكرية في إسرائيل الاستعداد لاحتمالات وقوع مواجهة مع حزب الله على الحدود الشمالية بسبب عوامل عدة تتعلق بمجموعة من الاعتبارات التي لها علاقة بمحور سورية- حزب الله- إيران.
- العامل الأول: في ظل عدم قدرة الأسد على فتح جبهة مباشرة ضد الولايات المتحدة رداً على هجوم أميركي، فهو قد يحاول ضرب هدف قريب منه هو إسرائيل بواسطة حليفه حزب الله. وسيؤدي مثل هذا الهجوم الذي قد يشنه الحزب إلى هجوم إسرائيلي على لبنان.
- العامل الثاني: هو مصلحة حزب الله بالتشديد على أن قوته لم تتراجع لا داخل لبنان ولا خارجه بعد مشاركته في القتال إلى جانب الأسد في سورية.
- العامل الثالث: هو مصلحة حزب الله بالمحافظة على بقاء نظام الأسد لأن سقوطه سيؤدي إلى نهاية عصر الدول العربية المؤيدة للتنظيمات المسلحة في الشرق الأوسط. إلى جانب مصلحة الحزب في التصدي لمحاولة الولايات المتحدة فرض جدول أعمال سياسي في المنطقة، من شأنه أن تصبح الولايات المتحدة قادرة على التأثير على الحزب في وقت لاحق.
- وأخيرا ، تعتقد إيران أن التدخل العميق لدول الغرب وللدول العربية والإسلامية الموالية للغرب في شؤون سورية الداخلية، سيؤدي إلى قيام نظام موال للغرب في سورية، ومعنى هذا خروج سورية من "معسكر المقاومة"، مما سيشكل تحدياً لنفوذ إيران وحزب الله. ويمكن أن نضيف إلى ذلك أن خروج سورية من محور حزب الله- سورية- إيران سيضعف هذا المحور، وسيضعف قدرة إيران على التهديد (مباشرة أو غير مباشرة) بالرد على إسرائيل في حال حدوث عملية عسكرية أميركية أو إسرائيلية ضدها. بناء على ذلك، فإن إيران ستضغط على حزب الله وستساعده في مهاجمة إسرائيل رداً على هجوم أميركي على سورية.
- يدل هذا كله على أن إسرائيل قد تجد نفسها في مواجهة محدودة أو شاملة في جنوب لبنان. وعلى الرغم من أن هذه المواجهة ستكون مفروضة فرضاً على إسرائيل، إلا أنها قد تشكل فرصة لتوجيه ضربة مؤلمة إلى حزب الله.
- في ظل هذا الوضع، ثمة حاجة إلى رفع درجة التأهب داخل الجيش الإسرائيلي وفي الجبهة الداخلية، كما يجب على الطبقة السياسية أن تضع أهدافاً واضحة يمكن تحقيقها. فعندما تكون العملية العسكرية ذات أهداف واضحة ويجرى الاستعداد لها بصورة صحيحة، فإنها تصبح قادرة على تحقيق انتصار إسرائيل في صراعها ضد حزب الله.