السيناريو الأميركي في العراق لن يتكرّر في سورية
تاريخ المقال
المصدر
- يبدو أن الرئيس السوري بشار الأسد ارتكب خطأً فادحاً عندما اعتقد أن الولايات المتحدة لن تتدخل قط في الحرب الأهلية الدائرة في بلده، تماماً مثلما ارتكب الرئيس العراقي السابق صدام حسين خطأً مماثلاً حين اعتقد أن الولايات المتحدة لن تتدخل في العراق عقب قيامه بغزو الكويت في تموز/ يوليو 1990. وقد تسبب اعتقاد الأسد هذا بأن يستنتج أن لديه ضوءاً أخضر لاستخدام السلاح الكيميائي ضد المتمردين للحفاظ على بقاء نظامه.
- ومع ذلك، من الصعب أن نتوقع تكرار السيناريو الأميركي الذي حدث في العراق في سورية أيضاً، وقد يكون أقصى ما يمكن أن تقوم به الولايات المتحدة هو توجيه ضربة عسكرية محدودة إلى سورية لا تتسبب بسقوط نظام الأسد.
- ولعل أحد أسباب ذلك يعود إلى حقيقة أن البيئة الدولية الآن مغايرة كلياً للبيئة الدولية التي كانت سائدة إبان حرب الخليج الأولى التي شنتها الولايات المتحدة ودول الحلفاء على العراق. ففي ذلك الوقت شهد العالم انهيار الاتحاد السوفياتي السابق، في حين أن روسيا والصين الآن دولتان عظميان قويتان تدعمان نظام الأسد لمجرد أنه نظام معاد للولايات المتحدة.
يبقى السؤال: هل ستنفذ سورية تهديداتها وتشن هجوماً عسكرياً على إسرائيل في حال تعرضها لهجوم أميركي؟ المنطق يقول إن الأسد لن يرغب في جرّ إسرائيل إلى مواجهة عسكرية معه من شأنها أن تضعفه كثيراً في حربه ضد المتمردين. لكن في الوقت عينه علينا أن نأخذ في الاعتبار أن ما يحكم التطورات في منطقة الشرق الأوسط التي أصبحت أكثر خطورة في الآونة الأخيرة، ليس المنطق وحده وإنما أيضاً مشاعر الانتقام والكراهية وتصفية الحسابات.