من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
اندلعت هذا الأسبوع أزمة غير مسبوقة في حدتها بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وبين مستشارة ألمانيا أنجيلا ميركل، وذلك في إثر إعلان هذه الأخيرة، خلال محادثة هاتفية مع نتنياهو قبل بضعة أيام، أنها تشعر بخيبة أمل منه لأنه لم يفعل شيئاً لدفع السلام [مع الفلسطينيين] قدماً. وقد حاول نتنياهو إقناع ميركل بأنه على أعتاب خطوة من شأنها أن تدفع السلام قدماً، مؤكداً أنه سيلقي الشهر المقبل خطاباً يعرض فيه خطة سياسية جديدة.
وقال مصدر ألماني رفيع المستوى لصحيفة "هآرتس" إن نتنياهو هو الذي بادر الاثنين الفائت إلى إجراء محادثة هاتفية مع ميركل، وذلك عقب قيام ألمانيا بالتصويت إلى جانب مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي ينص على إدانة إسرائيل بسبب استمرارها في أعمال البناء في المناطق [المحتلة]، والذي جوبه بالفيتو الأميركي، وكانت المحادثة بين الاثنين قاسية جداً، وتضمنت تبادلاً للاتهامات بلهجة حادة للغاية. ولدى قول نتنياهو أنه أصيب بخيبة أمل جرّاء تصويت ألمانيا ردت عليه ميركل قائلة: "كيف تجرؤ على قول هذا؟ أنت الذي خيبت أملنا، ولم تفعل أي شيء لدفع السلام قدماً". وإزاء ذلك، فإن رئيس الحكومة أكد لمستشارة ألمانيا أنه يعدّ العدة لإلقاء خطاب سياسي جديد في غضون أقل من شهر، لكنه رفض كشف أي تفصيلات بشأنه.
وأضاف المصدر الألماني نفسه أن ميركل لم تصدق ما قاله نتنياهو، وأنها حاولت أن تدرس مع أطراف أخرى إسرائيلية وأجنبية ما إذا كان جاداً فعلاً، أم إنه يحاول كسب مزيد من الوقت في مقابل الضغوط الدولية التي تُمارس عليه في الآونة الأخيرة.
وتبين دراسة أجرتها صحيفة "هآرتس" مع عناصر إسرائيلية مطلعة أن نتنياهو ومستشاريه يشعرون بالقلق فعلاً، وأنهم يبحثون عن مخرج من الطريق المسدودة التي وصلت إليها عملية السلام [مع الفلسطينيين]، وذلك في ضوء تفاقم عزلة إسرائيل الدولية. وقال مصدر مقرّب من وزير الخارجية الإسرائيلية أفيغدور ليبرمان إن رئيس الحكومة "بدأ في الآونة الأخيرة يتكلم فعلاً على خطاب بار ـ إيلان 2". وقال مصدر آخر إن نتنياهو ومستشاريه يعملون على إعداد خطاب يعرض خطة سياسية جديدة وبديلة تتضمن تسوية مرحلية مع الفلسطينيين، وتكون شبيهة بخطة ليبرمان في هذا الشأن. ومع ذلك، فإن العناصر كلها التي تحدثت "هآرتس" معها أكدت أنه ليس من الواضح حتى الآن ما إذا كان المقصود هو خطوة جادة من جانب نتنياهو، أو مجرد محاولة تكتيكية أخرى تهدف إلى عرض خطة سياسية في الظاهر فقط، في حين أن الهدف الحقيقي وراء ذلك هو توجيه الضغوط الدولية نحو الفلسطينيين وإظهار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بمظهر الرافض للسلام.
من ناحية أخرى، نفى مصدر كبير في ديوان رئيس الحكومة أن يكون نتنياهو تعهد بإلقاء خطاب سياسي جديد في غضون أقل من شهر، مؤكداً أنه [أي رئيس الحكومة] سيلقي خطاباً كهذا فقط في سياق استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين.