· يمكن القول إن الولايات المتحدة تطلعت إلى إقامة علاقات مع حركة الإخوان المسلمين منذ بروز هذه الحركة في الحلبة السياسية، وقبل نحو أسبوعين نُشرت صورة لمجموعة من زعماء الإخوان المسلمين حلّت ضيفة على الرئيس الأميركي الجمهوري الأسبق أيزنهاور في البيت الأبيض في سنة 1953، وكان في مقدمها نجل حسن البنا مؤسس الحركة. كما أنه يمكن الافتراض أن الأميركيين حافظوا على مرّ الأعوام على صلاتهم بهذه الحركة.
· وبين الفينة والأخرى، كان أحد الزعماء الروحيين لحركة الإخوان المسلمين، وهو الشيخ يوسف القرضاوي الذي يعيش في المنفى في قطر، يقوم باستضافة شخصيات أميركية رفيعة المستوى بينها شخصيات تتولى مناصب رفيعة ذات صلة بالساحة الشرق الأوسطية. ومع ذلك، فإن القرضاوي هو نفسه الذي قال في سنة 2009، في سياق مقابلة تلفزيونية، إن هتلر أحسن صنعاً عندما عاقب اليهود على الجرائم التي ارتكبوها.
· ولا شك في أن الأميركيين يدركون أنهم سيكونون مضطرين في نهاية المطاف إلى خوض مواجهة مع حركة الإخوان المسلمين، وعلينا أن نتيح لهم إمكان الاستعداد لهذه المواجهة. وفي الوقت نفسه، لا بُد من تأكيد أن أحداث مصر لا تزال في بدايتها، وأن الصراع الداخلي فيها ما زال بعيداً عن نقطة الحسم، وإذا ما تصرفت الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى بحنكة وطول نفس، فإن القرضاوي وأمثاله لن يتمكنوا من تحقيق الأهداف التي يتطلعون إليها.